قررت وزارة التربية الوطنية استحداث شهادة للتعليم المتوسط في شعبة جديدة للإعلام الآلي في جوان 2010 ، وفي نفس الوقت استحداث شهادة البكالوريا في نفس التخصص في دورة جوان 2012، وكذا إصدار مرسوم، من أجل مكافحة العنف المدرسي ، الذي استفحل بشكل خطير في السنوات الأخيرة، من مرحلة الإرهاب.وعبر في الوقت نفسه عن عزم وزارته واستعدادها الكبير لتعميم الإعلام الآلي على كافة المراحل بيداغوجيا وإداريا، ورقمنة المنظومة التربوية، التي تستوجب مثلما قال الوزير رقمنة العقول والإرادة قبل رقمنة الإدارة والمواضيع. هذا ما كشف عنه وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد في ندوة وطنية جمعته أمس بمديري التربية والمفتشين وبعض مديري الثانويات، حيث أوضح أن وزارته عممت الأعلام الآلي على كل الثانويات، البالغ عددها 1700، على المستوى الوطني،إذ استفادت كل واحدة منها بمخبر من 10 أجهزة حاسوب، وينتظر أن يضاف إليها مخبر ثان من 10 أجهزة أخرى في السنة الدراسية المقبلة، ونفس الشيء حصل مع التعليم الإكمالي،البالغ عدد مؤسساته التربوية 5000 مؤسسة، وقد استفادت كل إكمالية فيه من مخبر من 10 حواسيب. واستكمالا لتعليمات رئيس الجمهورية قال الوزير: سوف ننطلق في السنة الدراسية المقبلة في تعميم الإعلام الآلي على التعليم الابتدائي، ونمنح لكل مدرسة على الأقل مخبرا من 10 حواسيب. ومن أجل إظهار الجهد والاهتمام الذي تبذله الدولة في هذا المجال، قال بن بوزيد منذ عامين انطلقنا في تنصيب برنامج أرضية معلوماتية، وخصصنا له 80 مليار سنتيم ، ومن هنا إلى العام المقبل سنربط كل المؤسسات التربوية بالأنثرنيث، واليوم ومثلما أضاف وانطلاقا مما ستقرره وتقترحه هذه الندوة سوف نفصح عن استراتيجية متكاملة، تجعل من المدرسة الجزائرية الركيزة الأساسية. وفي هذا السياق يقول الوزير أيضا: في المدرسة الابتدائية يلقن التلميذ مباديء المعلوماتية، وفي التعليم المتوسط ، يدرس الإعلام الآلي كمادة قصد التعمق في مضامينه والتحكم في آلياته، ويتوج بشهادة التعليم المتوسط للإعلام الآلي في جوان 2010 ، أما في التعليم الثانوي فقررت الوزارة إدراج مادة المعلوماتية في كل المستويات، وكل الشعب، بغية الوصول إلى إدراجها كمادة في البكالوريا، وكشعبة وشهادة مستقلة للبكالوريا. وبغية تحقيق هذه الأهداف قال الوزير : سوف نعمل على تكوين الأساتذة المؤهلين لذلك، حيث سنكون من هم حاليا في الخدمة ويعملون في الطور الابتدائي، وفق برنامج مسطر من قبل المركز المتخصص، ويشرف عليه أساتذة يدرسون المادة في الثانويات. أما بالنسبة للتعليم المتوسط والثانوي يضيف بن بوزيد فقد أعددنا لهما خطة شاملة على المديين القريب والبعيد، بحيث سنتكفل بتكوين فئة معينة، تستجيب لبعض المقاييس ، ثم نكلفها بتدريس المادة في المرحلة الأولى، ونطلب بعدها من الجامعة، من خلال دفتر شروط واضح، القيام بتكوين أساتذة المستقبل، بمستوى جامعي، لا يقل عن بكالوريا زائد أربعة. وقال الوزير أيضا سنعمل على إدراج مادة الإعلام الآلي في كل التكوينات الخاصة بالمعلمين،ولاسيما التكوين الأولي منها، وهذا مثلما قال الوزير وحده لا يكفي، إذ يتوجب تغيير نمط التسيير الإداري والبيداغوجي، بإدخال التقنيات والطرائق العصرية، وسنمكن الأساتذة والمعلمين وحتى الأولياء من الحصول على الدروس ونتائج الامتحانات، وما إلى ذلك، وسوف تتضمن كل هذا الوثيقة المعدة من قبل الوزارة والمقدمة للمناقشة والإثراء من قبل الندوة الوطنية المنعقدة. ولم ينس وزير التربية أن كشف عن جملة من الإجراءات الأخرى التي اتخذها، حيث قال : سنعمل على إدخال المعلوماتية في كل ما له علاقة بالتعليم على مراحل دقيقة ومضبوطة، وهي رقمنة المحتويات، تغيير نمط التسيير الإداري والبيداغوجي، دعم مؤسسات. التعليمين الثانوي والمتوسط بأجهزة العرض (داطاشو)، قصد تحسين ظروف تقديم الدروس وإدخال التقنيات الجديدة والعصرية في طرائق التعليم، دون نسيان وضع كل المؤسسات على شبكة الأنثرنيث، وتمكين المتعاملين مع المدرسة من الإطلاع على النتائج، والحصول على مختلف الدروس والتمارين، والاتصال بمختلف المؤسسات، وتمكينها من الاتصال في ما بينها، وتقديم الصورة الأحسن سواء عن التربية أو عن الجزائر، وهذا مثلما أوضح الوزير بن بوزيد هو جزء يسير من الوثيقة المقدمة للإثراء والاقتراح، التي هي على ما يبدو أنها بمثابة أرضية أخرى إضافية جديدة من أجل عصرنة التربية والتعليم في الجزائر، وتفعيل الإصلاح التربوي، والرفع من مردوديته بيداغوجيا وإداريا وفق مقتضيات العصر.