تنطلق اليوم بمدينة بونة الساحرة فعاليات اللقاء المغاربي للفنون التشكيلية بمشاركة أكثر من 60 فنانا تشكيليا سيقدمون تشكيلتهم الفنية في مجال الريشة والألوان للتعريف بالحركة التشكيلية المغربية المعاصرة من خلال لوحاتهم ومناقشة الإشكاليات المرتبطة بممارسة وتطوير هذا المجال الذي عرف السنوات الأخيرة إجحاف الجهات المعنية في مختلف البلدان المغاربية . سيتحول فضاء دار الثقافة “محمد بوضياف” بعنابة مدارأربعة أيام إلى بين للفن التشكيلي ليكتشف الجمهور بصمات هؤلاء الفنانين التي تفتخر بهم ساحة الفن التشكيلي العربي أمثال رشيد قريشى ،زبير هلال وباية و غيرهم من اللوحات التي تعبر عن ساحة الفنون التشكيلية بكل من الجزائر ،تونس ،المغرب ،ليبيا وموريتانيا. والى جانب عرض لوحات تشكيلية وإثراء قراءات نقدية في ما تحمله من إسقاطات وصور جمالية ستتميز هذه التظاهرة الأولى من نوعها التي تنظم بمبادرة من مديرية الثقافة بعنابة بالتعاون مع الاتحاد الوطني للفنون الثقافية وجمعية "الواقعية" ومدرسة الفنون الجميلة بعنابة بعرض أزيد من 40 قطعة فنية منحوتة وتنشيط موائد مستديرة وندوات فكرية حول واقع ومستقبل الفنون التشكيلية بالبلدان المغاربية. وستناقش اللقاءات الفكرية المبرمجة في هذا الإطار بمشاركة خبراء دوليين في مجالات تقييم وتداول إنتاجات مبدعين تشكيليين قضايا مرتبطة بسوق الفن التشكيلي. وأيضا سيكون هذا اللقاء نافدة مشرقة للتعريف بمسار الحركة التشكيلية الجزائري المعاصرة بتوضيح تفاصيل وخصوصيات هذا المجال الذي عرف تداول أربعة أجيال من الفنانين خلال هذه الفترة. حيث تألق منهم شباب الجيل الثاني في اخذ مواقف جديدة من بينها عزمهم علي تكوين جماليات تلخص و تجمع ما بين الإرث العربي الإسلامي و الفن التجريدي الأوروبي من بين هؤلاء محمد خدا، محمد إسياخم، محمد لعيل و مسلي شكري، الذين قدموا إلي الجزائر المستقلة فنها الجديد، تأكد ذلك بمشاركتهم في تجمعات فنية مثل أوشام أو مدرسة الرمز في 1967 والتي دامت أبحاثها و تعابيرها حتى الفترة الأخيرة. و لا ننسى انه لم يمنح للفن التشكيلي الجزائري المكانة التي يستحقها لأسباب مختلفة، أهمها ما خلفته مرحلة الاستعمار. وتاريخ الفن التشكيلي الجزائري يوحي تشابها مع تاريخ بلدان أخرى عرفت أو عاشت وجود إستعماري تخبط خلاله الفن والفنانون في تناقضات وإشكاليات ناتجة عن ذلك الوجود ثم عن الميراث الثقافي. تجدر الإشارة أنه مثل هذه اللقاءات يمكن أن تعرف أكثر الجيل الجديد من الفنانين وحتى هواة و عشاق هذا الفن في الولوج إلى عوالم أعمدة الفن التشكيلي المعاصر أمثال خدة ، اسياخم، باية رغم رحيلهم عن الحياة إلا أنهم في الصورة من خلال أعمال الفنانين الشباب ممن حملوا مشعل هذا الفن الذي كان يعبر عن مظاهرة الحياة الإنسانية في العالم .