اعتبر الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفائدة فئة الفلاحين والموّالين، وبخاصة منها قرار مسح الديون المقدّرة ب 41 مليار دينار، بمثابة محفّر حقيقي للنهوض بالقطاع، تاركا الانطباع أنه أمام هذا لا يمكن للاتحاد سوى أن يتمسك ب "الاستمرارية وبما قدّمه هذا الرجل العظيم". أعلن أمس الاتحاد الوطني للفلاحين وقوفه الدائم إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما أفاد به بيان صادر عن هذا التنظيم بعد يوم واحد من التدابير التي أعلن عنها رئيس الجمهورية من ولاية بسكرة لفائدة فئة الفلاحين بمختلف النشاطات التي يمارسونها الذين رفعت عنهم كل الديون التي يبدو أنها أثقلت كاهلهم وعرقلت بشكل أو بآخر ممارسة نشاطاتهم. وكانت الخلاصة التي وصل إليها بيان الاتحاد تتضمن دعوة ضمنية منه إلى كافة الفلاحين من أجل "رد جميل" بوتفليقة بالتصويت عليه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو جاء واضحا في البيان ذاته الذي قال "وإيمانا منا بما قدّمه هذا الرجل العظيم من خلال برنامجه للإنعاش الاقتصادي والدعم الذي حظي به القطاع الفلاحي.. إننا معكم واقفون وعلى العهد باقون". وفي هذا الشأن أكد الاتحاد في الوثيقة ذاتها التي حملت توقيع الأمين العام محمد عليوي، أن الأمانة الوطنية للفلاحين تثمّن عاليا قرار مسح الديون المترتبة على الفلاحين والموالين، وأضاف أن مثل هذه القرارات تعتبر محفّزا للناشطين في القطاع من أجل العمل والمضي قدما إلى ما هو أحسن بالفلاحة، كما وصف البيان أيضا الديون التي تم مسحها بقرار من القاضي الأول في البلاد ب "الشبح" الذي كان يطارد الفلاحين. إلى ذلك تابع بيان الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بالتأكيد أن التحفيزات التي حظي بها الفلاحون والموّالون، الذين تذهب التقديرات إلى أن عددهم يصل إلى نحو 180 ألف، هي في الواقع مساهمة أخرى في دعم مسار التجديد الفلاحي والريفي الذي شمل، بحسب المصدر ذاته، عدة مجالات منها مساهمة الدولة في اقتناء البذور ودعم اقتناء الأسمدة وكذا معدات العتاد الفلاحي بالإضافة إلى تحفيزات أخرى تشمل اقتناء البقر الحلوب ودعم تربية الخيول والإبل الذي يهدف من ورائه إلى تحقيق الأمن الغذائي. وكان الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي أعلن في هذا السياق بأن ما اتخذه رئيس الجمهورية من قرارات كان من بين المطالب الأساسية للاتحاد خصوصا بعد المعاناة الكبيرة لهذه الفئة من فترات الجفاف التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة إلى جانب الأضرار التي لحقت بها سنوات الإرهاب ما جعل أغلب الفلاحين عاجزين عن ممارسة نشاطاتهم.