فاز الروائي والأكاديمي المصري يوسف زيدان بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عن روايته "عزازيل" التي تناولت موضوع الانقسامات بين الكنائس الأرثوذكسية والخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة مريم العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي كانت فيها مصر تدين بالمسيحية. أوضح يوسف زيدان في تصريح لشبكة الإعلام العربية "محيط " بعد إعلان فوزه أن ضفره بجائزة البوكر علامة فارقة ومهمة على طريق مشواره الأدبي ،وحول توقعه أن يثير فوزه غضب الكنيسة ، قال :" لا أظن أن يحدث هذا الأمر لان الكلام الانفعالي الذي صدر عن الكنيسة منذ شهور قبل قراءة الرواية بشكل هاديء يختلف عن الآن ، وأتمني أن يكون رجال الكنيسة أدركوا أن هذا العمل لايصنف بأي حال من الأحوال ضد المسيحية وإنما هو عمل قي صف المسيحية وليس ضدها كما شهد بذلك أقطاب الكنائس الأرثوذكسية الكبرى". وفي رده على سؤال حول توقعه المسبق بفوز روايته بالجائزة، قال:" توقعت هذا الفوز بشكل كبير، ولكن الأهم هو تحققه بالفعل. واختير زيدان من بين ستة روائيين ضمتهم القائمة النهائية للجائزة التي تمنح للسنة الثانية وقيمتها 50 ألف دولار. وأوضح زيدان في السابق أنه استقبل خبر ترشيح روايته "عزازيل" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر بابتهاج كبير، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن وجود "عزازيل" في قائمة البوكر هو انتصار لروائية الرواية . وقد تلقّت إدارة الجائزة هذه السنة 131 ترشيحاً من 16 بلداً مختلفا هي مصر وسوريا ولبنان وتونس والمملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وفلسطين والعراق وليبيا والسودان واليمن والجزائر وعُمان واريتريا والكويت،وتوزّعت المشاركات بين 104 أعمال روائية لكتّاب، و17 عملا روائيا لكاتبات. وقد ضمّت لائحة التصفيات الأولى في شهر نوفمبر 16 كتاباً لروائيين من عشرة بلدان عربيّة مختلفة وأثارت "عزازيل" جدلا واسعا في الأوساط الثقافية وكانت سببا في اتهام مؤلفها في بيان أصدره سكرتير المجمع المقدس في مصر "الأنبا بيشوي" بالإساءة إلى "المسيحية"، ومهاجمة بعض رموزها مثل القديس "كيرلس عمود الدين"، بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين بعنف كما يشير البيان، بل وأكثر من ذلك وهو اتهام زيدان بتدمير "العقيدة المسيحية"، كما تم أيضا رفع دعوة قضائية لمنع تداول الرواية لإساءتها للمسيحية.