رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمبادرة فرنسية محتملة للتوسط في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين الحركة والسلطات الإسرائيلية، في وقت رجحت فيه مصادر فلسطينية أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين بوساطة مصرية خلال الأيام القليلة المقبلة. وأكدت المصادر نفسها أن مستقبل المفاوضات التي تجرى للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، يعتمد على موقف واشنطن من هذه الصفقة ومن مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وكذا من نتائج الحوار الوطني الفلسطيني الذي تجري جولاته في القاهرة. وقد زار واشنطن الخميس الماضي مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي يشرف على مفاوضات صفقة التبادل وعلى جلسات الحوار الفلسطيني، في خطوة قالت مصادر إعلامية إنها تسعى لمعرفة الموقف الأمريكي مما تم التوصل إليه في هذه المفاوضات. وقال القيادي في حماس أسامة المزيني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "رامتان" الفلسطينية المستقلة إن صفقة شاليط -الأسير لدى فصائل المقاومة في غزة منذ أواخر جوان 2006- "لم تفشل، وإنما جولة المفاوضات الأولى هي التي فشلت". وأضاف المزيني أن حماس ترحب بكل جهد من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أنها لا تضع أي قيد ولا تشترط أن تكون دولة معينة هي الوسيط في مفاوضات الصفقة. وشدد على أن "الممارسات الصعبة" التي ترتكبها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين لن تؤثر على حماس ومطالبها من أجل إنجاز صفقة لتبادل الأسرى، وفي مقدمتهم ذوو الأحكام العالية. وقال المزيني إن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وأكد أن مواقف حماس "واضحة" وأهدافها "ثابتة"، وأنها منذ اليوم الأول لم تغير ما ذكرته، مشيرا إلى أنه إذا استجابت إسرائيل لمطالب حماس فلا شك أنه ستكون هناك فرصة لجولة جديدة. وتقول مصادر فلسطينية مقربة من الملف إن إسرائيل رفضت الإفراج عن خمسة أسرى فلسطينيين من أصل 450 أسيرا وردت أسماؤهم في القائمة التي قدمتها حماس ولجان المقاومة الشعبية، واشترطت إبعاد 120 من القائمة، بينهم 90 إلى خارج الأراضي الفلسطينية، و30 إلى قطاع غزة. وأضافت المصادر أن حماس ولجان المقاومة الشعبية رفضتا العرض وأصرتا على إطلاق كل الأسرى الذين ضمتهم القائمة، مع احتمال الموافقة على إبعاد عدد منهم إلى الخارج حفاظا على حياتهم. ومن جهة أخرى حل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أمس بالمملكة العربية السعودية في زيارة يناقش خلالها الأوضاع في الساحتين الفلسطينية والعراقية وطبيعة التحرك الفرنسي بشأنهما في المرحلة المقبلة.