تراجعت أمس أسعار النفط إلى 46.52 دولار للبرميل بعدما كانت بلغت في الفترة الصباحية 68.53 دولار للبرميل وما يعادل 66.54 دولار يوم الخميس وهو أعلى مستوى بلغته بالنسبة لسنة 2009، يحدث ذلك في ظل ارتفاع مخزون النفط الخام الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عام 1993 وفي وقت سجل بدوره اليورو تراجعا ب2 بالمئة أمام الدولار. كان الخام الأمريكي لامس أعلى مستوياته بالنسبة لسنة 2009 أمس الأول عندما سجل 66.54 دولار للبرميل وسط توقعات بإمكانية مساهمة الجهود التي قامت بها الحكومة الأمريكية لمعالجة الديون المتعثرة وإنعاش الاقتصاد في تعزيز الإنفاق المحلي وزيادة الطلب على النفط، لكن ذلك لم يدم طويلا بحيث عاود إلى التراجع صبيحة أمس وبلغ 68.53 دولار للبرميل، ليتراجع أكثر في الفترة المسائية حيث بلغ 46.52 بالمئة، بينما تراجع بدوره سعر "مزيج برنت" في لندن ب 65 سنتا مسجلا 81.52 دولار. وكانت أسعار البترول ارتفعت بأكثر من 35 بالمئة منذ منتصف شهر فيفري الماضي بفضل موجة صعود في أسواق الأسهم وشح إمدادات النفط مع لجوء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى كبح الصادرات عبر التزامها بقرار التخفيضات التي أقرتها منذ شهر سبتمبر الماضي المقدرة ب2.4 مليون برميل يوميا بنسبة تجاوزت ال80 بالمئة حسب التصريحات الأخيرة لوزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. واستمد النفط بعض الدعم من موجة صعود في الأسهم الآسيوية التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 11 أسبوعا عقب بيانات قوية للاقتصاد الأمريكي نُشرت نهاية الأسبوع وإن كان مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى قد تراجع. في سياق متصل، يؤكد المحللون أن السوق استفادت من تعافي الأسهم فضلا عن الضعف العام للدولار الأمريكي لكن الارتفاع قد يكون قصير الأجل نظرا لضعف العوامل الأساسية. وحسب أوليفير جاكوب من بتروماتركس فإن "مخزونات النفط لا تزال مرتفعة جدا وإذا نظرت الى تدفقات الاستثمار تجد الأحجام هزيلة جدا." ويتسبب ضعف الدولار في جعل السلع الأولية المسعرة بالعملة الأمريكية رخيصة نسبيا لجملة العملات الأخرى وهو ما قد يجذب المستثمرين، مع العلم أن بيانات الحكومة الأمريكية كانت أظهرت نهاية الأسبوع الأخير زيادة في مخزونات النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1993، مع تراجع الطلب. وفي مسح قامت به وكالة "رويترز"، بلغ متوسط توقعات المحللين لسعر النفط هذا العام نحو 50 دولارا للبرميل، وهو أقل من السعر الذي تهدف إلى الوصول إليه منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمقدر ما بين 65 و75 دولار للبرميل. موازاة مع هذه المعطيات انخفض سعر اليورو بحدة أمس الجمعة بعد أن أكد وزير المالية الألماني بير شتاينبروك أن الافتقار للمسؤولية المالية في أوروبا قد يعرض العملة للخطر، وبلغ سعره في أحدث تداول3283.1 دولار منخفضا ب 9.1 في المئة بعد أن هوى في وقت سابق من جلسة التعاملات إلى3266.1 دولار، بينما حظي الدولار بدعم إضافي قبيل قمة زعماء مجموعة العشرين المقررة الأسبوع المقبل. وقال شتاينبروك للبرلمان الألماني أن اليورو سيتعرض للخطر إذا لم يأخذ بجدية اتفاق الاستقرار والنمو الأوروبي الذي يحكم قواعد عجز الميزانية في الاتحاد الأوروبي.