اختتم القادة العرب القمة العربية التي احتضنتها قطر أمس بالتأكيد على رفض مذكرة اعتقال البشير، ودعم السودان، كما شددوا من جهة أخرى على ضرورة متابعة سياسة الإصلاحات السياسية والاجتماعية، كما دعا البيان الختامي للقمة إلى ضرورة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، والتوصل إلى حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي. . وبدأت الجلسة الأولى للقمة التي انطلقت أعمالها بمشاركة 14 رئيسا عربيا وحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،بكلمة للرئيس السوري بشار الأسد بصفته رئيسا للقمة السابقة شدد فيها على تحقيق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي بما فيها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. ولفت الأسد إلى ما تحقق في مصالحات عربية منذ قمة الكويت الاقتصادية وإلى ما قبل انعقاد قمة الدوحة، في إشارة إلى اللقاءات الأخيرة التي استضافتها الرياض بمشاركة الرئيس الأسد والرئيس المصري حسني مبارك. وكان لافتا في كلمة الأسد تركيزه على ضرورة اتخاذ موقف حاسم من قضية مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير واعتبارها أمرا غير مقبول كونها تشكل تهديدا خطيرا لأمن العالم العربي برمته وشكلا من أشكال الاستعمار الجديد الساعي للسيطرة على ثروات الدول العربية. وفي ختام كلمته، سلم الرئيس السوري القمة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي شدد في بداية كلمته على المخاطر الناجمة عما أسماه عجز المؤسسات الدولية والأنظمة التي كان مأمولا منها العمل على إيجاد حلول للأزمة العالمية، محذرا من أن تداعياتها ستترك آثارا سلبية على العالم العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولفت إلى أن من أهم وأخطر هذه التداعيات هي فقدان الثقة بالنفس والآخر، داعيا العرب إلى المشاركة في إيجاد الحلول، ومنوها بالتغييرات الدولية المتمثلة بإدارة جديدة ومختلفة في الولاياتالمتحدة وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل وما لهذين المتغيرين من تأثيرات على العالم العربي. وشدد أمير قطر على ضرورة تحقيق التضامن العربي على أساس إيجاد آلية لإدارة الخلافات الناجمة عن تباين المواقف دون أن يفسد ذلك علاقة الود المفترض أن تقوم بين الدول العربية، مؤكدا أهمية التجمع العربي في عصر التكتلات التي تنشأ في مخلف أنحاء العالم. ومن جهته قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بطرح المواضيع الرئيسية التي أقرها مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لطرحها على القمة والتي تناولت الملف السوداني وقضية المصالحة العربية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وبخصوص مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس عمر البشير، قال موسى إنه تم رفع توصيات للقادة العرب لاتخاذ موقف حاسم وواضح من هذه القضية عبر المطالبة بوقفها وإلغائها وليس مجرد تأجيلها لمدة عام. كما أشار موسى إلى مقترحات أخرى تختص بإقامة حوار عربي يمهد لحوار عربي دولي لإقامة نظام جامع في مجال التعاون النووي شرطه الأساسي التخلي عن أي أنشطة ذات صفة عسكرية وعدم السماح لإسرائيل بالانضمام إلى هذا النظام دون قبولها للشرط الأساسي. وشدد الأمين العام على ضرورة البحث في إيجاد آلية للأمن القومي العربي يحمي المنطقة من سباق التسلح وقادر على مواجهة الصعوبات والتحديات التي يواجهها العالم العربي. ومن جهته طالب الرئيس السوداني عمر حسن البشير قمة الدوحة باتخاذ موقف واضح من قرار المحكمة الجنائية الدولية وشدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن والمضي قدما في تنقية الأجواء العربية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وعدم تسييس إعادة الإعمار في قطاع غزة. ودعا البشير في معرض كلمته القادة المشاركين في القمة إلى اتخاذ قرارات شجاعة وواضحة لا لبس فيها تؤكد على رفض القمة لقرار المحكمة الجنائية الدولية في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوداني على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وطالب بأن تدعو القمة الجهة "التي افترت القرار" بإلغائه، وفتح المجال أمام مبادرة العربية الأفريقية لتحقيق السلام كي تؤسس قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في التوصل لحل شامل وكامل لأزمة دارفور. كما دعا منظمات الهلال الأحمر والمنظمات الطوعية العربية الأخرى لمد يد العون لتوفير أعمال الإغاثة في إقليم دارفور. وحمل الرئيس السوداني على مجلس الأمن الدولي باعتباره مصدرا للمشاكل عبر ازدواجية المعايير واستهداف الضعفاء ومناصرة القوي وخدمة مصالحه دون أي اعتبار لمعايير الحق والعدل، الأمر الذي يوفر فرصة خصبة للإرهاب والتطرف.