اختتمت بالعاصمة القطرية القمة العربية ال12 بإعلان تضامن الرؤساء والملوك العرب مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورفض مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية، وكذا بإعلان دعم جهود المصالحة العربية والالتزام بالتضامن والعمل العربي المشترك. وتم اختصار أشغال قمة الدوحة إلى يوم واحد فقط بعد أن كان مقررا أن ليوم آخر ، وتم الإعلان عن أن القمة المقبلة ستعقد بالجماهيرية الليبية حيث طلب العراق تأجيل استضافته لها إلى عام 1102 من أجل ''مزيد من الاستعدادات والتحضيرات اللوجيستية'' حسب ما قال رئيس الوزراء نوري المالكي. وأعلن البيان الختامي للقمة تضامن الزعماء العرب مع البشير ورفضهم مذكرة اعتقاله، وكذا رفضهم النيل من السودان ووحدة أراضيه. وقد شكر الرئيس السوداني للقمة خلال كلمة له بالجلسة الختامية هذا الموقف، وحيا ''هذه الوقفة القوية مع السودان'' وثمن رفض القادة العرب ''للقرارات الجائرة التي تستهدف وحدة السودان الوطنية''. وكان البشير قد طالب القمة خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية باتخاذ موقف واضح من مذكرة الجنائية، وشدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن والمضي قدما في تنقية الأجواء العربية وإنهاء حالة الانقسام بالساحة الفلسطينية وعدم تسييس إعادة الإعمار في قطاع غزة. وحول المصالحة العربية، أكد بيان القمة التزام القادة العرب بالتضامن وتسوية الخلافات العربية بالحوار البناء وتعزيز العلاقات داعيا إلى تحديث منظومة العمل العربي المشترك بما يتلاءم والتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الأمة العربية وأمنها القومي وسلام الشرق الأوسط. وأعلن البيان الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وسمي إعلان الدوحة، التزام العرب بدعم صمود الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الإسرائيلي وإدانة العدوان الأخير على قطاع غزة، داعيا لتحميل تل أبيب المسؤولية القانونية والمادية على ''ما ارتكبته من جرائم'' بحق الفلسطينيين. وشدد إعلان الدوحة على حرص القادة العرب على تعزيز الوحدة الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الخلافات الفلسطينية، ودعم مؤسسات السلطة الوطنية واحترامها، كما طالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي وإزالة الجدار العازل وعدم المساس بالقدس الشريف. وكان الرؤساء والزعماء العرب قد أكدوا في كلماتهم بالجلسة الافتتاحية على أهمية المصالحة العربية، داعين لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين الأنظمة العربية.وقد شهدت القمة جلسة مصالحة بين الزعيم الليبي معمر القذافي وملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعد أن دعا القذافي عبد الله خلال الجلسة الافتتاحية لإنهاء الخلافات. من أقوى ردود الفعل على البيان الختامي للقمة العربية في الدوحة، انتقدت حركة ''حماس'' البيان الختامي واعتبرت أنه ''لا يرقى إلى قرارات فعلية'' ولا يتوازى وحجم ''معاناة الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم ''تمنينا أن تتخذ ''القمة'' فيها قرارات فعلية وعملية، وتوضع الآليات السريعة والفعلية لفك الحصار ولجم العدوان وحماية المقدسات''.وأضاف :''تمنينا من الزعماء العرب استخدام كافة أوراق الضغط التي بأيديهم ضد الاحتلال الصهيوني لإجباره على الإقرار بحقوق شعبنا وإنهاء معاناته وفك حصاره". ورأى أن ما جاء في البيان من مواقف وصيغ تخص الشأن الفلسطيني ''كانت ضعيفة ومنقوصة ولا تحمل جديداً، ولا تلبي أدنى طموحات وتطلعات شعبنا الذي يعاني من الحصار والتهويد والقتل والدمار على مدار الساعة''. وقال ''كان المأمول من هذه القمة تشكيل حالة عربية جديدة تكون ظهيراً للشعب الفلسطيني، وتتخذ قرارات وخطوات عملية وحازمة وفعلية لحماية شعبنا وتعزيز صموده وحماية مقدساته وفك حصاره بالأفعال لا بالأقوال". القمة العربية اللاتينية تفتتح بالدوحة بدأت بعد ظهر أمس في العاصمة القطرية الدوحة أعمال القمة العربية اللاتينية لبحث أوجه التعاون بين الجانبين. وحضر القمة إلى جانب عدد من رؤساء الدول العربية، رؤساء ثمانية من دول أميركا اللاتينية إضافة لأربعة نواب رؤساء، وممثل اتحاد أمم أميركا الجنوبية واغوستو كاستيلو. ووصل إلى الدوحة للمشاركة في القمة رؤساء كل من الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، والبرازيلي لويس لولا دي لا سيلفيا، والبوليفي إيفو موراليس إضافة لرئيس سورينام ونائب رئيس أورغواي. وتأتي القمة التي بادرت قطر للدعوة إليها استكمالا لمسيرة العمل العربي اللاتيني الذي بدأت قبل نحو أربع سنوات، حيث عقدت الدورة السابقة في البرازيل عام ,5002 وشكلت تلك القمة ''نواة حقيقية للاهتمام بفرص التكامل الاقتصادي وتطوير شراكات الأعمال بين الجانبين'' وفقا لوزير الأعمال والتجارة القطري الشيخ فهد بن جاسم آل ثاني.ومن المنتظر أن يصدر في ختام القمة المشتركة، التي تعقد لمدة يوم واحد ''إعلان الدوحة'' متضمنا الدعوة إلى تكثيف التعاون بين الجانبين في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. ويؤكد الإعلان على أهمية تحقيق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، ومرجعية مؤتمر مدريد، والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.