شن المحافظون اليمينيون في الولاياتالمتحدة حملة إعلامية مسعورة ضد الرئيس باراك أوباما على خلفية الطريقة التي حيا بها أوباما للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عند لقائه به على هامش قمة العشرين بلندن. وانحنى أوباما وهو يحيي خادم الحرمين الشريفين احتراما له وسط حشد من قادة الدول الذين حضروا قمة العشرين الكبار في لندن قبل يومين ، في أول لقاء بين الزعيمين منذ انتخاب أوباما رئيساً في 20 جانفي الماضي ولم يخرج ما قام به أوباما عن المألوف في المقابلات العربية الأمريكية ، فقد سبق للرئيس السابق جورج بوش أن قام برد تحية العاهل السعودي بوسيلة التقبيل، وهي عادة عربية ، لكنها في العرف الأمريكي تعد أكثر تطرفا من الانحناء. وقال أحدهم، على قناة تلفزيونية محلية بولاية نورث داكوتا الأمريكية، "لا مانع من إظهار الاحترام ولكنك لا تتصرف وكأنك الأقل مستوى، الرئيس بوش لم يكن ليفعل ذلك". وقال معلق آخر إن العرب يفهمون الانحناء بأنه استسلام وخضوع لمن ينحني له، وهم الآن يفهمون ما فعله الرئيس أوباما بهذا الشكل. بينما قال ثالث، إن هذا الأمر زيادة في التودد للعرب الذين كان يتودد لهم الرئيس بوش بأقل من ذلك، وكنا نعترض على هذا التودد الذي لم يزد عن إمساكه بيد الملك. وهاجم غاري باور المرشح الجمهوري الرئاسي السابق أوباما، قائلا إنه "يتودد للمسلمين بشكل مثير للريبة، وهذا بدأ مع حوار العربية الحصري، وشمل جهوده لتعيين مسلمين في البيت الأبيض، والآن هذه الانحناءة". ويقول أحد مواقع الكراهية الصهيونية ، إن الذي انحنى لملك السعودية في قمة العشرين كان الشخص المسلم البائس في داخل الرئيس و المسمى حسين، ولم ينحن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما للعاهل السعودي لأن ذلك خارج البروتوكول. ومن جهة أخرى، دافعت خبيرة في الإتيكيت عن الرئيس أوباما، قائلة، في تصريح لجريدة "سيدني هيرالد مورنينج" الأسترالية، "الانحناء هي علامة احترام، ولا يدل على أن الرئيس أوباما يعطي تعظيما للملك يجعله في مستوى أقل منه. لقد زرت السعودية من قبل ولبست العباءة وتصرفت بما تستدعيه التقاليد، وأنا أحيي الرئيس أوباما على هذه اللفتة المميزة". وهاجم إعلامي أمريكي آخر المحافظين قائلا إنهم يحاولون التقاط أي صغيرة أو كبيرة للهجوم على أوباما، الذي حقق شعبية واسعة في أوروبا بسبب أريحيته وحرصه على بناء الصلات مع الجميع. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس أوباما قد ناقشا، في اجتماعهما بلندن، مساهمة السعودية في معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية، والتعاون لمكافحة الإرهاب، كما ثمن أوباما مبادرة الملك عبد الله لحل مشكلة الشرق الأوسط وأكد دعمه لها.