أكد أمس جورج ميتشل عضو مجلس الشيوخ والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بشؤون الشرق الأوسط أن الجزائر تملك من الثقل السياسي على المستويين المغاربي والعربي ما يجعلها لاعبا محوريا في العملية السلمية على مستوى المنطقة، معربا عن أمل واشنطن في إعادة الأمن والسلم إلى الشرق الأوسط. جورج ميتشل الذي حل أمس بالجزائر في زيارة خاطفة تدوم عدة ساعات التقى خلالها عددا من المسؤولين الجزائريين، أعرب عن أمل واشنطن في إعادة قاطرة السلام إلى منطقة الشرق الأوسط، وهذا من خلال إشراك كافة الدول العربية الفاعلة في مسار السلام. وفي ذات السياق، أشاد ميتشل بالدعم الذي تقدمه الجزائر للجهود الرامية إلى تحقيق "سلام شامل" في منطقة الشرق الأوسط، قائلا "أشكر الجزائر على الدعم الذي تقدمه من أجل تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط". وأضاف ميتشل أن الولاياتالمتحدة التزمت بالتوجه نحو سلام شامل من خلال تسوية سلمية لقضية الشرق الأوسط بما في ذلك إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني مشيرا إلى أن هذا الحل يتمثل في إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب في كنف السلام والرفاهية". وأشار ميتشل الذي يعد أول مسؤول أمريكي في الإدارة الأمريكيةالجديدة يزور الجزائر أن الهدف من هذه الزيارة هو مقابلة المسؤولين في البلاد والأخذ بمقترحاتهم بشأن السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن الجزائر تعد لاعبا محوريا في العملية السلمية بفضل ثقلها السياسي العربي، وقال في هذا الصدد "بالنظر إلى تجربة الجزائر الطويلة وإلمامها الكبير بمسألة الشرق الأوسط ودورها المعترف به فإنني انتظر نصائح الرئيس بوتفليقة ووزيره للشؤون الخارجية للتمكن من إيجاد طرق ووسائل السير قدما في اتجاه الحلول المقترحة". ويرى مراقبون أن هذه الزيارة التي كانت مفاجئة تكتسي طابعا هاما بالنظر إلى التوقيت الذي جاءت فيه إذ أنها برمجت أياما قليلة بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد، يوم الخميس الماضي، والتي أعيد خلالها انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالأغلبية الساحقة لعهدة رئاسية ثالثة، كما أن زيارة ميتشل إلى الجزائر تعد الأولى من نوعها لشخصية دبلوماسية رفيعة المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما. وخلال الزيارة تمكن المبعوث الأمريكي من مقابلة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي جمعته به مباحثات حول القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، كما تحادث أيضا إلى وزير الخارجية مراد مدلسي الذي كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى الجزائر تأتي في إطار جولة قادته إلى كل من المغرب وتونس قبل أن تشمل إسرائيل والأراضي فلسطينية ومصر وعدد من دول الخليج العربي بهدف الدفع باتجاه تحقيق حل الدولتين في فلسطين وإقامة سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط.