في أول ترجمة لحسن نوايا الإدارة الأمريكية تجاه تفعيل العمل الدبلوماسي والتشاور السياسي والتعاون الاقتصادي، استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط جورج جون ميتشل، استمع الأخير لوجهة نظر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في طرق المساعدة على تفعيل الوساطة والنهوض بمسار السلام المتعثر في الشرق الأوسط من جهة. وفي تصريح له للصحافة الجزائرية أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المكلف بشؤون السلام في الشرق الأوسط أن الجزائر تعد لاعبا محوريا في العملية السلمية، بفضل ثقلها السياسي العربي. وقال- وهو أيضا يشغل عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي-'' أن الهدف من زيارته هو مقابلة المسؤولين في البلاد والأخذ بمقترحاتهم بشان السلام في الشرق الأوسط''. وأوضح أن إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى إلى إعادة قاطرة السلام إلى منطقة الشرق الأوسط بإشراك الدول العربية الفاعلة في مسار السلام. هذا واجتمع ميتشل بعد لقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع وزير الخارجية مراد مدلسي لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل إحياء عملية السلام في المنطقة، إضافة إلى استطلاع الموقف الجزائري من عملية السلام في الشرق الأوسط خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة ومدى استعداد الجزائر للمساهمة في عملية السلام على الصعيد العربي. وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط إلى الجزائر في إطار جولة قادته إلى كل من المغرب وتونس قبل أن تشمل إسرائيل والأراضي فلسطينية ومصر وعدد من دول الخليج العربي بهدف الدفع باتجاه تحقيق حل الدولتين في فلسطين وإقامة سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط. وكان ميتشل قد نزل أمس الثلاثاء في الجزائر في إطار جولة مغاربية وشرق أوسطية سيستمع من خلالها مبعوث الرئيس الأمريكي لوجهات نظر رؤساء هذه البلدان، والتي بادرت منذ العام 2002 بإطلاق المبادرة العربية للأرض مقابل السلام والتي قابلتها تل أبيب بالرفض في الكثير من المرات وهذا باعتماد سياسة الترهيب وإدارة الظهر . زيادة على ذلك، تكتسي زيارة المبعوث الأمريكي نكهة خاصة، سيما بعد إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وللمرة الثالثة على التوالي، حيث شهد الكثير من المسؤولين في إدارة البيت الأبيض والخارجية على أن الرجل حول أنظار الأمريكان إلى الجزائر كمحل استشارة في عديد المسائل بعد حصار دام أكثر من 01 سنوات في تسعينات القرن الماضي، لاسيما المتعلقة بالتعاون الاستعلاماتي من خلال استفادة واشنطن من الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية والأمن في هذا المجال بعد أحداث 11 / 09 / 2001، و كذلك رفع التعاون في مجال النفط من اقل من 10 مليار دولار إلى أكثر من 20 مليار دولار في ظرف عقد من الزمن، شهدت في الشركات الأمريكية تواجدا أكثر من اجل الذهب الأسود الذي يبقى عصب الحياة الاقتصادية. هذا ومن المنتظر أن يستمع المبعوث الأمريكي أيضا لوجهة النظر الجزائرية كبلد ملاحظ في مسار التسوية الخاص بقضية الصحراء الغربية، حيث يأتي المبعوث الأمريكي لأخذ وجهة نظر إضافية بعد تلك التي كان قد حصدها المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، وهو شخصية دبلوماسية أمريكية مرموقة في العمل الدبلوماسي حيث سبق وان عمل كسفير لواشنطن في كل من دمشقوالجزائر. يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجزائروواشنطن قد وصل الى02 مليار دولار سنويا-64.91 مليار دولار بالضبط- ، ويبقى في صالح الجزائر بحكم تصديرها للغاز والبترول نحو بلاد العم سام .