يكشف المنتج والمخرج السينمائي بشير درايس عن زيارة الروائي ورئيس المركز الثقافي الجزائري بباريس ياسمينة خضرة رفقة المخرج الفرنسي ألكسندر أركادي وفضيلة لعمارة الوزيرة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية نخبة من أكبر الإعلاميين الفرنسيين إلى وهران يوم 20 أفريل الجاري للشروع في الترويج للإنتاج السينمائي الجديد "فضل النهار على الليل" للروائي ياسمينة خضرة والذي رصد له ميزانية 17 مليون يورو كما يتحدث عن قضايا تهم السينما والسينمائيين الجزائريين• * ما هو جديد مشروع تحويل رواية ياسمينة خضرة "فضل النهار على الليل" إلى فيلم سينمائي؟ - يصل الروائي ياسمينة خضرة يوم 20 أفريل الجاري إلى وهران رفقة وفد مهم يضم المخرج الفرنسي الكبير ألكساندر أركادي والوزيرة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية فضيلة لعمارة إلى جانب مدراء بعض القنوات الفرنسية و25 إعلاميا يمثلون مختلف العناوين الفرنسية ضمنهم صحفيون من "ليبراسيون"، "لوفيغارو"، "ليكسبريس"، "باري ماتش"•• إلخ والغرض من هذه الزيارة يكمن في الترويج للمشروع السينمائي الضخم الذي يخرجه ألكساندر أركادي وخصص له ميزانية 17 مليون يورو والتصوير سينطلق بداية 2010 وسيكون 100% في الجزائر في مواقع عديدة من الغرب الجزائري (وهران، مستغانم، عين تموشنت، المالح) وقد وقع قبل 3 أشهر المخرح أركادي عقد شراء حقوق تأليف الرواية• * من يمول الإنتاج الجديد؟ - باعتباري المنتج المنفذ أصرح أن الإنتاج ممول من طرف مجموعة من القنوات الفرنسية، منها كانال +، أورانج تيلي، فرانس تلفيزيون ت،ب،س، المركز السينمائي الفرنسي• - لكن لماذا اختيار رواية "فضل النهار على الليل" لياسمنية خضرة بالذات؟ - المخرج ألكساندر أركادي هو من اختار النص الروائي الذي أعجبه وعمل على كتابة السيناريو شخصيا بمساعدة بعض كتاب السيناريو الآخرين وأعتقد أن الرواية تتضمن أشياء قريبة من المخرج الذي ولد بالجزائر وترعرع فيها وعاش طفولته خلال حرب التحرير ثم الإستقلال ربما لفته مواضيع أحش بها• * لكن هناك من يرى أن اختيار المخرج الفرنسي اليهودي ألكساندر أركادي غير صائب بسبب مواقفه بماذا تفسر ذلك؟ - لقد سبق للمخرج ألكسندر أركادي العمل في الجزائر عبر فيلم "هناك وطني" عام 2000 الذي أنجز تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية،كما أنه زار الجزائر لمرات عديدة بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تربطه به علاقة صداقة قوية حيث حضر الرئيس العرض الشرفي العام لفيلمه، فلماذا تثار مثل هذه المسائل فالمخرج ألكساندر أركادي يهودي لكنه ليس صهيونا أو إسرائيليا، كما أن الرواية التي سيقوم بإخراجها كتبها مبدع جزائري عمل 37 سنة في الجيش الوطني الشعبي له قيمه وثوابته الوطنية حارب الإرهاب، فالسيناريو والفيلم لا يصور إلا بموافقة صاحب النص الأصلي، هناك عقد يلزم عدم حذف أو إضافة أو تغيير مسار الفيلم دون موافقة الروائي ياسمنية خضرة• أستغرب مثل هذه الإدعاءات، فالمخرج ألكسندر أركادي استثمر في السينما الجزائرية، نعم هو يهودي لكنه مولود في الجزائر ولم يقطع صلته بها حتى في عز الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر في ال 90 مثله مثل الفنان روجيه حنين، أكد أن الفيلم لا يسيء إلى الجزائر ولا يخدم مصالح أي جهة، وربما كانت للمخرج مواقف في السابق لكنه حاليا تغيرت الكثير من الأمور•• لأنه له النية في الإستثمار في نص جزائري، وأريد أن أشير كملاحظة عامة من من المثقفين والفنانين الجزائريين لم يتعامل مع اليهود، الأخضر حامينا وأحمد راشدي، مرزاق علواش، محمد ديب، الشاب خالد، الشاب مامي، تاكفاريناس، إيدير وغيرهم 89 % منهم تعاملوا مع اليهود• * هل تساهم أداة السينما في إذابة جليد الذاكرة الجزائرية - الفرنسية المتعفنة بفعل الحرب؟ - طابوهات كثيرة تلف العلاقة المشتركة بين الذاكرة التاريخية للجزائر وفرنسا بفعل الإستعمار وأرى أنه على المخرجين والأدباء وكل المبدعين فتح صفحات الذاكرة المشتركة والتحديق فيها دون خوف وعلينا تحمل ذلك والأمر لا يتعلق فقط بمرحلة الثورة بل بما بعدها حيث عرفت الجزائر اغتيالات وتصفيات سياسية وأحداث خطيرة وأيضا مرحلة الإرهاب، أعتقد أنه علينا أن نكون موضوعيين ونحن نتعامل مع الذاكرة رغم جراحها لأن كل مراحل التاريخ الإنساني تميزت بالأخطاء على المستوى السياسي والثقافي والتاريخي وتجاوزات والجزائر لا تشكل حالة استثنائية• السينما ومختلف أشكال الفنون وخاصة الأدب قادرة على المساهمة ليس في التصحيح بل تشخيص الذاكرة لأن الذاكرة ستمتد إلى الأجيال القادمة التي تتكئ على ما أنتجناه من ابداع لتأطير مراحل ما وعلينا أن نكون نزهاء في تقديم الذاكرة والتاريخ الوطني بكل حقائقها دون عقد بايجابياتها وسلبياتها وأشير أن غياب كتابة شاملة للتاريخ الثوري الجزائري فتح الأبواب للبعض للمزايدة والتشكيك في قيم الثورة الجزائرية التي تعتبر من أبرز الثورات في القرن ال 20 حيث تطاول البعض على انجازاها ووصموه بالتهم وتضاربت تصريحات وشهادات الفاعلين التاريخيين وأرى أن هذ الحالة راجعة إلى غياب كتابة موضوعية بعيدا عن الذاتية للتاريخ• * لكن مسيرة السينما الجزائرية الطويلة تميزت بالأفلام التاريخية؟ - أنتج حوالي 40 فيلما حول الثورة منذ 1962 لكنها لم تكن بمستوى الثورة ورموزها بل أفلام سطحية، صرفت من أجلها الملايير وحسب رأيي الفيلم الوحيد الذي ألم بالثورة هو "معركة الجزائر" للمخرج الايطالي بونتي كورفو وحتى الفيلم التاريخي حول الشهيد بن بولعيد يعاني نقصا على المستوى التقني والسيناريو والمرجعيات التاريخية حيث همشت شخصيات في مقابل تمجيد أخرى فالمهم ليس الأموال التي تصرف بل المهم هو احترام حقائق التاريخ وسياقاته خاصة أن الشهود مازالوا أحياء، كلنا نحب الجزائر لكن الموضوعية ضرورية رغم ذلك• وعلينا أن لا نكون مستعجلين في إنتاج أفلام مرتبطة بالتاريخ والوقوع في فخ المناسباتية لأن هذه الأفلام ستشكل رؤى ودعائم للأجيال القادمة ويستدعي ذلك التأني والنزاهة والواقعية• * مشاكل السينما الجزائرية في رأيك؟ - ليس لدينا صناعة سينمائية ولا سينما جزائرية بل أفلام جزائرية، السينما ليست لعبة يجب توفر الأموال لتمويل الانتاجات والسيناريو، غياب التكوين السينمائي فهناك أفلام نخجل من عرضها في المهرجانات السينمائية كما أنه لا يوجد سوق لتوزيع الأفلام بسبب غلق القاعات السينمائية وهو ما ينفر المستثمرين خوض غمار تجربة تمويل الأفلام حيث ينجز فيلم وبعد عرضه الشرفي العام ينسى• * لكن رغم ذلك تحصد السينما الجزائرية جوائز عديدة؟ - يجب أن لا نكون مغفلين ونضحك على أنفسنا فالأفلام التي تفوز بالجوائز هي أفلام جزائرية بتمويل فرنسي ومساهمة الجزائر لا تتعدى 1% من التكلفة العامة للفيلم ففيلم مسخرة" أو "البيت الأصفر" ليست أفلام جزائرية بل انتاجات فرنسية وأطرح السؤال التالي هل حاز فيلم جزائري بتمويل جزائري 100% على جائزة ما خلال العشريتين الماضيتين؟ كما أضيف نحن نعمل بأموال فرنسية والقليل من الأموال الجزائرية ولولا الدعم الفرنسي لما أنجزت أفلامنا! * لماذا توجه السينما الجزائرية نحو المواضيع التاريخية؟ - هي ظاهرة وموضة جديدة فهناك من المخرجين والمتتبعين يصطادون المناسبات للفوز بالأموال المخصصة وليس خدمة واحترام نبل الفن السينائي ورسالته، فلماذا لم تنجز أفلام تاريخية منذ 1961 بهذه الكثافة• * لكن لماذا لا تعرض الأفلام المنتجة حديثا على التلفزيون الجزائري؟ - هناك ما يفوق ال 30 فيلما أنتج بالشراكة مع التلفزيون وعدم بثها على التلفزيون ربما يرجع لحسابات سياسية• * أين يكمن الحل للخروج من أزمة السينما الجزائرية؟ - يجب أن يكون تغييرا شملا يجب إنشاء صندوق خاص بالسينما ودعمه وتحرير السينما من الضغوطات، تشجيع التكوين في المجال السينمائي والمهني المرتبطة به، فتح القاعات السينمائية وضخ أموال لتشجيع الانتاج السينمائي لأنه لو توفر لنا هنا التمويل هنا بالجزائر لما لجأنا إلى الدعم الفرنسي كما يجب تحديث الوسائل ومواكبة التقنية مع تجديد الاطارات وتعويضها باطارات شابة جامعية حيوية نحن جد متأخرين• المركز السينمائي الجزائري يبتعد 200 سنة عن مستوى المركز الفرنسي مثلا• * وماذا عن تحويل فيلم "موريتوري" لعكاشة تويتة لسلسلة بوليسية؟ - بطلب من التلفزيون الجزائري سننجز مطلع 2010 سلسلة بوليسية من 6 حلقات عن رواية موريتوري لياسمينة خضرة أقوم بإخراجه وهو مشروع جديد بعد فيلم "موريتوري" وسيحمل عنوان "المحقق لوب" لكن عكس الفيلم ستحتضن السلسلة تحقيقات ومغامرات جديدة بمشاركة وجوه جديدة وأشير أن الكاتب ياسمينة خضرة لم يكن راضيا تماما على فيلم "موريتوري"• *هل اخترتم طاقم الممثلين لفيلم "فضل النهار على الليل"؟ - لم أدخل مرحلة الكاستينغ بعد، لكني اقترحت على المخرج الكسندر أركادي مجموعة ثرية من الممثلين الجزائريين من يعيشون داخل وخارج الجزائر• * ماذا عن مشاكلكم مع الرقابة؟ - تعرضت للرقابة منذ 1999 إلى غاية 2003 حيث رفضت وزارة الثقافة وفي اطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية سيناريو فيلمي "10 ملايين سنتيم و"موريتوري" ولم ينجز هذا الأخير إلا بعد تغيير لجنة صندوق الفداتيك ومنذ عامين لم أسلم الوزارة أي سيناريو وفي حال فعلت سأقترح سيناريو للمخرج عبد الكريم بهلول حول المطرب معطوب الوناس•