رفض المخرج السينمائي ومنتج فيلم ''فضل الليل عن النهار'' بشير درايس في حديث ل''البلاد'' موجة الانتقادات التي رافقت اختيار الفرنسي ''ألكسندر أركادي'' لإخراج العمل المقتبس عن رواية ياسمينة خضرة بسبب أصوله اليهودية، معتبرا الأمر ''محاولة للتشويش على مشروع سينمائي لم ير النور بعد''، ومؤكدا أن ''أركادي''، بغض النظر عن أصوله، يحب الجزائر ويحرص على تقديم خدماته لهذا البلد الذي ولد فيه وترعرع في أحد أحيائه الشعبية ''القصبة''، مضيفا أن دخوله الجزائر وتعامله مع مخرجيها وممثليها ومسؤوليها ليس بالحدث الجديد أو الغريب بدليل علاقته الطيبة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دعاه أكثر من مرة إلى الجزائر، كما جاء على لسانه· وفي السياق ذاته، أكد مخرج ''قربي بالاس'' أن هناك مخرجين جزائريين سبق لهم التعامل مع اليهود على غرار لخضر حامينة وآخرين دون أن يثار مثل هذا الجدل ''لا أحد قال إن هذا المخرج أو غيره يهودي في ذلك الوقت''·من ناحية أخرى، كشف بشير درايس أنه بصدد التحضير لمشروع فيلم سينمائي جديد عن مطرب الأغنية الأمازيغية الراحل ''معطوب الوناس'' يحكي من خلاله مسيرة الفنان الذي اغتالته أيادي الإرهاب في جوان ,1998 مع الوقوف عند أهم محطات حياته الشخصية والفنية، مضيفا أن التحضيرات الخاصة بهذا الفيلم ستنطلق شهر سبتمبر القادم، حيث اشترك درايس رفقة ثلاثة كتاب في تجهيز السيناريو الذي أصبح جاهزا، وهم عبد الكريم بهلول و''دانيال سانتاغمون'' وآخر إنجليزي·وفي سياق حديثه عن واقع الإنتاج السينمائي الجزائري، طرح محدثنا عدة مشاكل لا تزال السينما الجزائرية تعاني منها، معتبرا أن قانون السينما الجديد الذي سيصدر قريبا، يبقى مجرد ''سواد على بياض'' و''كلاما نظريا'' لا علاقة له بواقع السينما الجزائرية التي لا تزال تفتقد، حسبه، لأبسط وأهم مقومات الصناعة السينمائية على غرار قاعات العروض، معتبرا أن هذا ''المشكل العويص'' يأتي على رأس قائمة العقبات التي تحول دون رواج السينما الجزائرية وانتشارها خاصة داخل الجزائر بسبب تمركز تواجد أكبر عدد من قاعات العروض في العاصمة على حساب باقي ولايات الوطن التي لا تملك أدنى فكرة عن الأفلام الجزائرية التي تعرض، على غرار ''الخارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب، مما يحدث نوعا من ''الحساسية'' لدى العديد من سكان الولايات المجاورة والداخلية التي يشعر سكانها دائما ب''التمييز'' وأنهم ليسوا جزائريين، كما أن الميزانية الباهضة المرصودة لقطاع السينما التي تقدر بملايير الدينارات، ينبغي أن تصرف لإنتاج أفلام يتمكن جميع الجزائريين من مشاهدتها، وإلا ليس هناك داع من التعب وتحضير أفلام تراها فئة دون الأخرى، على حد تعبيره·