أكد المنتج السينمائي بشير درايس ل"المساء" استحالة صنع فيلم جزائري في الفترة الراهنة بالاعتماد فقط على تمويل التلفزيون الجزائري ووزارة الثقافة، حيث يصل في مجمله إلى ملياري سنتيم، مضيفا أن خمسة إلى ستة أفلام توقف تصويرها أوحتى لم ينطلق انجازها بعد لضعف التمويل. وأضاف المخرج والمنتج السينمائي بشير درايس أنه لا يوجد فيلم جزائري بتمويل جزائري مائة بالمائة صوّر بعد انتهاء تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، مستطردا القول أنه لا يمكن تصوير أي فيلم جزائري في السنين المقبلة إذا لم تزد نسب التمويل إلى ما عليه الآن بأربعة إلى خمسة أضعاف. اعتبر درايس أن المليار الذي تقدمة التلفزيون الجزائري والمليار الذي تمنحه وزارة الثقافة لانجاز فيلم لا يكفي أبدا بل لا يتعدى عملية التحضير للتصوير، إلى جانب أن عملية صنع الفيلم تتم كلها في الخارج كالتركيب والتحميض ووضع الصوت وهو ما يكلف مبالغا طائلة وبالعملة الصعبة، في حين يحتضن البلد عملية التصوير فقط، ومما صعب الأمور أيضا-حسب درايس- هو عدم وجود سوق جزائرية للسينما وبالتالي عدم وجود صناعة للفن السابع. وقال درايس أن فيلمه الأخير بلغت تكاليف إنتاجه ستة ملايير سنتيم وأي مخرج جزائري مجبر على الاستعانة بمنتجين غربيين وإلا فلن يرى منتوجه النور أبدا، واعتبر المنتج والمخرج السينمائي أن السينما في الجزائر تمر بمرحلة جد خطرة أمام قلة تمويل الأفلام وكذا ندرة التقنيين المختصين في السينما إذ لم يهتم بتكوين تقنيين جدد في ميدان الفن السابع. ودائما في نفس الصدد تحدث المنتج عن الأفلام التي تناولت مواضيع جزائرية ولقيت نجاحا كبيرا كفيلم "مسخرة" فقال أنه أنجز بتمويل فرنسي بنسبة 80 بالمائة، وكذا فيلم "أنديجان" الذي يعد في الأصل فيلما فرنسيا. درايس قال أيضا أن كل أفلامه كانت بإنتاج مشترك بين شركته للإنتاج "سورس بروديكسيون"، وشركات أجنبية، مؤكدا ضرورة تبني الإنتاج المشترك، وأشار إلى أنه كان يتمنى التفرغ للإخراج لكن أمام استحالة الأمر قرر دخول عالم الإنتاج وبالأخص الإنتاج المشترك،إذ يهمه أن تكون له كلمته عندما يتعلق الأمر بفيلم يتناول الجزائر. بالمقابل، سيتم خلال 20 يوما الانطلاق في تصوير السلسلة التلفزيونية "المفتش لوب" لياسمينة خضرة وإخراج بشير درايس، وتضم ست حلقات، كل حلقة تدوم ساعة من الزمن، ومن تمثيل سيد علي كويرات، خالد بن عيسى، عباس زماني، سامية مزيان، نادية قاسي، مصطفى لعريبي، بيونة، إلياس سالم وآخرون، وسيتم تصوير السلسلة بالجزائر العاصمة وهي من إنتاج التلفزيون الجزائري و"سورس بروديكسون" وتتناول نفس شخصيات فيلم "موريتوري" الذي أخرجه تويته عكاشة ومقتبس عن رواية لياسمينة خضرة. كما سيتم في ربيع السنة القادمة الانطلاق في تصوير فيلم "فضل الليل على النهار" للمخرج الفرنسي ألكسندر أركادي، عن رواية ياسمينة خضرة تحمل نفس العنوان، وبالضبط بالغرب الجزائري مثل وهران، معسكر، سيدي بلعباس وعين تيموشنت، وكذا في تونس، وقدرت ميزانيته ب17 مليون أورو وهو من بطولة ايزابيل عجاني ورشدي زعيم. وسينطلق في القريب العاجل تنظيم كاستينغ لاختيار الممثلين الجزائريين الذين سيشاركون في الفيلم الذي اقتبس من رواية خضرة التي حققت أفضل المبيعات في السنة الماضية بفرنسا ب 250 ألف نسخة، بالمقابل تم في الأشهر الماضية تنظيم زيارة لوهران بحضور المخرج ومؤلف الرواية وشخصيات سياسية فرنسية مثل كاتبة الدولة لدى وزارة العمل السيدة فضيلة عمارة ومشاركة صحافيين جزائريين وثلاثين صحافيا فرنسا أعجبوا كثيرا بجمال المدن الجزائرية. كما أنهى بشير درايس رفقة عبد الكريم بهلول، كتابة فيلم حول حياة معطوب الوناس سيتولى إخراجه أيضا، وسيبدأ تصويره بعد إنهاء تصوير فيلم " فضل الليل على النهار"، أي نهاية السنة المقبلة. وانتهت شركة "سورس بروديكسون" من تصوير فيلمين طويلين، الأول هو "رحلة الجزائر" كتابة عبد الكريم بهلول وإخراج بشير درايس والثاني "أرخبيل الرمل" سيناريو مراد بوربون وإخراج غوتي بن ددوش، سيتم عرضهما الشرفي قريبا. ويتناول فيلم "رحلة الجزائر"الذي تلعب بطولته سامية مزيان بالإضافة إلى حميد رماس سامي حدة، صوفية كوريناف، وحيد قاسمي، قصة حقيقية حدثت بعد الاستقلال مباشرة، إذ تعرضت أرملة شهيد إلى انتهاك حقوقها حيث هددت بالطرد من المنزل الذي تعيش فيه فتوجهت إلى العاصمة بغرض الالتقاء بالرئيس بن بلة إلا أنها التقت بشخصية أخرى اسمها "الهواري بومدين" وقام هذا الأخير بحل جميع مشاكلها. الفيلم الثاني "أرخبيل الرمل" من بطولة حميد رماس وإيمانويل تكسيرو ويحكي قصة رسام أوروبي استقر بالصحراء الجزائرية وعشق كل جزء منها، وتبنى القضية الجزائرية. للإشارة، لبشير درايس العديد من الأعمال، إخراجا وإنتاجا، فقد أخرج فيلم "عشرة مليون سنتيم"، "قوربي بالاس" وأنتج أفلام: "موريتوري" لعكاشة تويتة، "إن شاء الله الأحد" ليمينة بن قيقي، "الشمس المحرقة" لعبد الكريم بهلول، "أرواح المنفى" لسعيد ماماش و"فضل الليل على النهار" لألسكندر أركادي.