أدى أمس عبد العزيز بوتفليقة اليمين الدستورية وسط حضور للشخصيات الوطنية والسياسية في مقدمتهم رؤساء الجزائر السابقين، وأقسم بوتفليقة على احترام الدين الإسلامي وتمجيده واحترام قيم الأمة والدفاع عن ثوابت الشعب والحفاظ على الوحدة الوطنية، وبأدائه اليمين الدستورية يكون بوتفليقة دشن رسميا وبداية من يوم أمس عهدة جديدة بقصر المرادية لإدارة شؤون البلاد خلال السنوات الخمسة المقبلة. في سابقة أولى جرت مراسم أداء بوتفليقة اليمين الدستورية بحضور ما يقارب 1300 شخصية وطنية وسياسية وتاريخية، يمثلون مختلف مؤسسات الدولة ونواب البرلمان بغرفتيه وولاة الجمهورية والطبقة السياسية والحركة الجمعوية، إلى جانب الأسرة الثقافية والفنية ومدراء الحملة الانتخابية لبوتفليقة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وقد وصل الرئيس بوتفليقة إلى قصر الأمم بنادي الصنوبر في حدود الساعة العاشرة صباحا وكان في استقباله رئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري والوزير الأول أحمد أويحيى ووزراء الدولة عبد العزيز بلخادم وأبوجرة سلطاني ونور الدين يزيد زرهوني والطيب بلعيز إلى جانب وزيري المالية والخارجية، ليلتحق بالقاعة المخصصة لمراسم الحفل رفقة رؤساء الجزائر السابقين الذين تعاقبوا في القرن الماضي على قصر المرادية وهم أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة والشاذلي بن جديد وعلي كافي وفي المقابل غاب عن الحفل اليمين زروال. جلس بوتفليقة في المنصة إلى جانب كل من بن بلة وبن جديد وكافي الذين سبقوه إلى كرسي رئاسة الجمهورية، قبل أن يقف ويده اليمنى على المصحف الشريف لتأدية اليمين الدستورية مثلما تحدده المادة 76 من الدستور، وإعادة نص اليمين الذي تلاه الرئيس الأول للمحكمة العليا قدور براجع طبقا للمادة 75 من الدستور، وأقسم بوتفليقة على احترام الدين الإسلامي وتمجيده واحترام قيم الأمة والدفاع عن ثوابت الشعب وترقية الديمقراطية ، والعمل على استمرارية الدّولة، وضمان السير العادي للمؤسسات والنظّام الدستوري، وتدعيم المسار الدّيمقراطي، واحترام حرّية اختيار الشعب، ومؤسسات الجمهورية وقوانينها، والحفاظ على سلامة التّراب الوطني، ووحدة الشعب والأمة وحماية الحرّيات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وتحقيق المثل العليا للعدالة والحرّية والسلم في العالم، وتجدر الإشارة إلى أن بداية حفل مراسم تأدية اليمين الدستورية كانت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قرأها ياسين أوعمران الفائز بمسابقة فرسان القرآن الكريم في طبعته الأولى في السنة الماضية. وبتأديته أمس اليمين الدستورية يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دشن رسميا عهدته الثالثة، ووجه بالمناسبة خطابا للشعب الجزائري هو الأول في العهدة الحالية أكد من خلاله عزمه على مواصلة العمل خدمة لمصلحة الوطن العليا لا غير واستعداده لإشراك كل ما تملكه الأمة من قوى حية في تسيير الشأن العام، لأن الجزائر في المرحلة الراهنة ومثلما ذهب إليه الرئيس المنتخب بحاجة إلى كل ما لديها من الكفاءات، متعهدا بالحرص على تطبيق البرنامج الذي زكاه الناخبون بأإلبية مطلقة تجاوزت 90 بالمائة من الأصوات، معترفا في الوقت نفسه بثقل المسؤولية التي حمله إياها الشعب الجزائري في استحقاقات 9 أفريل الجاري عندما اختار تجديد الثقة في شخصه والتمسك بالاستمرارية. وقد توجه بوتفليقة عقب أدائه اليمين الدستورية إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية أين وضع إكليلا من الزهور ترحما على أرواح الشهداء وجرت هذه الوقفة الترحمية بحضور كبار مسؤولي الدولة وأعضاء من الحكومة.