أدى، أمس، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليمين الدستورية، وفق ما تنص عليه المادة 76 من الدستور، وسط حضور قياسي لإطارات الدولة، من ولاة وممثلي وزارة الدفاع الوطني وممثلي المجتمع المدني والطبقة السياسية، وقد رافقه في المنصة رؤساء الجمهورية السابقون، ويتعلق الأمر بالسادة أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد وعلي كافي. في حدود الساعة ال 10 و45 دقيقة، وصل رئيس الجمهورية إلى قصر الأمم قادما من قصر المرادية، وبعد تحية العلم، واستعراض للحرس الجمهورية والأسلاك الثلاثة للجيش الوطني الشعبي، إستقبل القاضي الأول في البلاد، من قبل رئيس الغرفتين البرلمانيتين، ويتعلق الأمر بعبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس الحكومة أحمد أويحيى، إلى جانب عدد من الوزراء، وفي مقدمتهم نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية، والطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام. الحفل، الذي تميز بحضور الرؤساء السابقين، ممثلين، على التوالي، في أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد وعلي كافي، مثلما جرت العادة منذ اعتلائه سدة الحكم قبل 10 أعوام، إستهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، من قبل السيد كريم عمران، ومباشرة بعدها، تقدم السيد قدور براجع الرئيس الأول للمحكمة العليا إلى المنصة، وجاء في كلمة مقتضبة ألقاها، قبل تأدية اليمين بأنه »وبعد إعلان المجلس الدستوري يوم 13أفريل الجاري، قراره المتضمن انتخاب السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا بالأغلبية للجمهورية الشعبية الديمقراطية طبقا للمادتين 75 و76 من الدستور، أدعو فخامته لتأدية اليمين الدستورية الآتي نصها«. وكما جرت العادة، تقدم السيد بوتفليقة ليؤدي اليمين الدستورية، للمرة الثالثة على التوالي، في رابع انتخابات بتلاوة نص اليمين بعد تلاوتها من قبل السيد براجع، الذي صرح بعد أدائها بأنه يشهد بصفته الرئيس الأول للمحكة العليا بأن رئيس الجمهورية قد أدى اليمين الدستورية. وبعد انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية، ثم الإستماع إلى النشيد الوطني، ثم تناول رئيس الجمهورية الكلمة، وألقى أول خطاب له، فضل أن يكون مركزا، فعلى مدى 20 دقيقة، إستعرض أهم المحاور والأهداف والوعود التي يعتزم تجسيدها خلال المرحلة المقبلة، وقبل ذلك، وجه تحية خاصة للشعب الذي جدد فيه الثقة بأغلبية ساحقة، وأقر بأن المسؤولية الملقاة على عاتقه جسيمة. وكانت قاعة قصر الأمم قد عرفت حركية كبيرة، في الصباح الباكر، من نهار أمس، حيث بدأ توافد الضيوف، الذين فاق عددهم الألف ليصل إلى حوالي 1300 ضيف قبل الساعة السابعة صباحا، ولأن الحفل كان مميزا بدعوة عدد هائل من الضيوف، في بادرة أولى من نوعها تندرج في إطار إرساء تقاليد وأعراف سياسية جديدة، فإنه سجل حضور مكثف لممثلي الطبقة السياسية والحركة الجمعوية والمجتمع المدني حيث حضر ممثلوها بقوة. ومن بين الضيوف الذين حضروا، السيد محمد السعيد أوبلعيد الذي خاض سباق الرئاسيات، لأول مرة بصفة مترشح حر، والسيد محمد جهيد يونسي، الذي دخل هو الآخر، المعترك الإنتخابي لأول مرة، لكن بصفته أمنيا عاما لحركة الإصلاح الوطني، فيما غابت عن الحفل السيدة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، وعلي فوزي رباعين رئيس عهد .54 مع العلم، أنهما إحتلا المرتبة الثانية والأخيرة، على التوالي، في ثاني تجربة إنتخابية رئاسية لهما. للإشارة، فإن الحفل كان مميزا، وكان في مستوى المناسبات الأخرى، منها الإعلان عن الترشح، وكذا التجمعات الشعبية، لا سيما آخر تجمع بالعاصمة.