أدى، صباح أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الساعة العاشرة، اليمين الدستورية رسميا، بعد أن تم انتخابه لعهدة ثالثة في التاسع من الشهر الجاري بأغلبية ساحقة. وبذلك يكون الرئيس قد باشر مهامه الرئاسية، وعليه فقد أكد في خطابه الأول عزمه على مواصلة العمل من أجل خدمة المصلحة العليا للجزائر، واستعداده لإشراك كل ما تملكه الأمة من قوى حية في تسيير الشأن العام. وقد تمت تأدية القسم الدستوري في حفل مهيب، أقيم بقصر الأمم نادي الصنوبر البحري بالعاصمة، حضره كافة أعضاء الطاقم الحكومي والمسؤولون السامون في الدولة ومؤسسات الجيش والقضاء ونواب البرلمان بغرفتيه، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وهذا وفقا للقانون الذي يؤكد على أداء اليمين خلال الأسبوع الذي يعقب عملية الإعلان الرسمي عن انتخاب الرئيس، ومباشرة مهامه كرئيس للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. حيث دخل الرئيس بوتفليقة إلى قاعة قصر الأمم رفقة الرؤساء الثلاثة السابقين للجزائر، وهم أحمد بن بلة، الشاذلي بن جديد وعلي كافي، في غياب التشكيلات السياسية التي أعلنت عدم رضاها عن نتائج الرئاسيات، مثل الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، التي لم تهضم بعد النسبة الهزيلة التي حصلت عليها في رئاسيات 9 أفريل الماضي. وإلى ذلك، أدى الرئيس بوتفليقة اليمين الدستورية ويده اليمنى على المصحف الشريف، أمام قضاة المحكمة العليا، فأقسم على احترام الدين الإسلامي وتمجيده وتعهد بالعمل على توفير الشروط اللازمة للسير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري، ودعم المسار الديمقراطي، مع احترام قيم الأمة والدفاع عن ثوابت الشعب، واحترام حرّية اختيار الشعب ومؤسسات الجمهورية وقوانينها، والحفاظ على سلامة التّراب الوطني ووحدة الشعب والأمة، وحماية الحرّيات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وتحقيق المثل العليا للعدالة والحرّية والسلم في العالم. وكان الرئيس الأول للمحكمة العليا، قدور براجع، قد اطلع على نص القسم قبل أن يقرأه الرئيس، ليشهد بعد ذلك مباشرة على أن أداء القسم قد "تمّ" وفق ما ينص عليه الدستور. وأكد رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها عقب مراسم أدائه اليمين الدستورية، عزمه على مواصلة مسعى المصالحة الوطنية وتعميقه، حتى يسهم مستقبلا في تعزيز التلاحم الاجتماعي وضمان ديمومة الوحدة الوطنية، موضحا بأن البلاد في هذه المرحلة تحتاج إلى كل ما لديها من الكفاءات، وإلى كل ما يبذل لها من جهد وتفان وكل ما يمكنها توظيفه من الطاقات الموطنة للبذل والعطاء، وأن المقتضيات الأساسية للسياسة الوطنية تتمثل أساسا في الوصول إلى تجميع هذه الموارد وتوفير الشروط التي تتيح لها بعث جميع طاقاتها وإمكانياتها، مؤكدا على أن الشعب الجزائري قادر على مجابهة التحديات العظيمة بوحدة الصف. وبذلك، يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد بدأ رسميا ولايته الرئاسية الثالثة. وتجدر الإشارة إلى أن المترشح المستقل للرئاسيات الأخيرة، عبد العزيز بوتفليقة، قد فاز بنسبة عالية وصلت إلى 90.24 بالمئة، ذلك الفوز الذي رسمه المجلس الدستوري الاثنين الماضي بعد مراجعة النتائج والنظر في الطعون، ما أدى إلى ارتفاع رصيد بوتفليقة إلى 13.019.787 صوت.