ينزل إلى المكتبات بداية من هذا الأسبوع عن دار القصبة للنشر النسخة الأمازيغية من كتاب "في قلب المعركة " الذي ألفه المجاهد محمد الشريف ولد الحسين الذي أكد أن أنه سيوزع 5 آلاف نسخة منها في المناطق الناطقة بالأمازيغية، وقد أوضح ولد الحسين من جهة أخرى أنه تلقى رسائل إلكترونية من قدماء الجنود الفرنسيين يردون فيها على ما ذكره في كتابه. بعد صدور النسخة العربية من كتاب "في قلب المعركة" الذي ألفه محمد الشريف ولد الحسين باللغة الفرنسية، تستعد دار القصبة للنشر لإصدار النسخة الأمازيغية بحر الأسبوع المقبل حسب ما كشف عنه المؤلف أول أمس في ندوة صحفية نشطها بمناسبة لإصدار الطبعة الأمازيغية للكتاب. وأرجع المؤلف ولد الحسين الهدف من ترجمة الكتاب إلى اللغة الأمازيغية إلى توصيل رسالة نوفمبر إلى كل الأجيال وبمختلف اللغات وهذا عن طريق تدوين الشهادات والأحداث التاريخية الهامة التي عرفتها الجزائر إبان ثورة التحرير. وحسب المؤلف فقد تم التركيز على بعض المناطق الناطقة بالأمازيغية مثل: تيزي وزو، بجاية، بومرداس، برج بوعريريج، خنشلة، باتنة، غرداية، تمنراست، شرشال، وغيرها، وهي المناطق التي ينوي ولد الحسين توزيع ما يقارب ال 5 آلاف نسخة مجانية من الكتاب على سكانها، منطلقا من فكرة أن من الواجب أن يكتب اللغتين العربية والأمازيغية وحتى الفرنسية لضمان وصول الرسالة. واعتبر ولد الحسين أنه وبترجمة مؤلفه إلى الأمازيغية يكون قد أدى واجبه على أكمل وجه في نقل رسالة نوفمبر إلى الأجيال الصاعدة وتعريفهم ببطولات الشعب الجزائري وخاصة سكان الأرياف الذين عانوا الأمرين في سبيل نيل الاستقلال. ويرى المؤلف ولد الحسين أن الشعب الجزائري هو البطل الحقيقي لثورة نوفمبر، وأن دعمه المادي في أحيان والمعنوي في أحيان أخرى للمجاهدين كان أهم ورقة أنجحت ثورة التحرير المباركة، وهنا ذكر ولد الحسين باستراتيجية قادة ثورة الفاتح من نوفمبر في تحسيس سكان المدن والأرياف بأهمية الالتفاف حول الثورة والتطوع في صفوف جيش التحرير الوطني، خاصة وأن إمكانيات الثوار كانت محدودة في البداية مقارنة مع إمكانيات المستعمر، وهو ما أدى إلى خلق حالة من القنوط من نجاح الثورة في أوساط الجزائريين البسطاء آنذاك، ولهذا يرى ولد الحسين أن التركيز على إنجاح المعارك والمهمات العسكرية وتوجيه ضربات موجعة إلى جيش الاستعمار كان له الأثر البالغ في إقناع الشعب الجزائري بأهمية الكفاح والنضال. وعلى صعيد آخر، أضاف ولد الحسين أن النسخة الفرنسية لكتابه قد أثارت جدلا كبيرا في أوساط قدماء الجنود الفرنسيين الذين كانوا يحاربون في الجزائر خلال ثورة التحرير، حيث أنه تلقى عدة رسائل إلكترونية من بعض هؤلاء الجنود الذين حاولوا أن يشوهوا بعض الحقائق التي ذكرها في كتابه. ولد الحسين وبمناسبة الحديث عن رد الجنود الفرنسيين على كتابه اغتنم الفرصة ليؤكد على ضرورة عدم ترك المجال مفتوحا أمام "الحركة" من أجل أن يعبثوا بتاريخ الجزائر، داعيا كافة المجاهدين إلى كتابة مذكراتهم من أجل التصدي إلى كافة محاولات التشويه. وتجدر الإشارة إلى أن كتاب "في قلب المعركة" الذي وزع منه مؤلفه أزيد من 1500 نسخة على مختلف الجامعات والمكتبات الوطنية، والمؤسسات ينقل أحداث معارك الكوموند "سي الزبير" وكتيبة الحمدانية" التي دارت في الولاية الرابعة خلال الفترة الممتدة ما بين 1956 و1959 حيث يتطرق المؤلف من خلاله إلى بعض رفاقه الذين استشهدوا في ميدان الشرف مثل شخصية الطيب بن ميرة أو "استقلال" ابراهم بركاني سي الزبير، وخلال الندوة التي نشطت لتقديم النسخة الأمازيغية لهذا الكتاب استمع الحضور إلى شهادات حية حول الثورة الجزائرية على لسان مجاهدين عايشوا الحدث.