نشّط المجاهد محمد الشريف ولد الحسين، أحد الوجوه الثورية البارزة، الذين صنعوا الملاحم والمواقع التاريخية في الولاية الرابعة، أمس الأول، بمقر شركة لوحات الإشارة والطرق Eepsr بالشراقة، بالعاصمة، ندوة صحفية استعرض خلالها الطبعة الجديدة لكتابه "في قلب المعركة" باللغة الأمازيغية ليكتمل –كما قال- نصاب شهاداته الحية التي يتضمنها هذا المرجع الثوري الهام بعد أن سبق وأن أصدر نسختين منه، الأول باللغة العربية والثاني باللغة الفرنسية خلال عام 2008. الطبعة الجديدة ستصدر بعد حوالي أسبوع عن دار "منشورات القصبة" والتي أصدرت أيضا الطبعتين السابقتين، حيث وعد المجاهد ولد الحسين بتخصيص 20 ألف نسخة كهبة من طرفه إلى كل دور الثقافة والمكتبات البلدية والمكتبات الجامعية والنوادي الثقافية، فضلا عن 5 آلاف نسخة إضافية ستوزع على مديريات المجاهدين عبر كل التراب الوطني. الكتاب يتضمن شهادات حية وتفاصيل مختلف العمليات الفدائية والهجومات المسلحة على مواقع العدو عبر إقليم الولاية الرابعة التاريخية، التي تمتد -كما قال المجاهد ولد الحسين- من تنس والشلف غربا إلى المدية جنوبا ثم شمالا إلى الأخضرية والبويرة، حيث كبّدت ثلة من المجاهدين الأشاوس العدو الفرنسي ومن ورائه حلف بأكمله اسمه "حلف الشمال الأطلسي" خسائر في الأرواح والعتاد، كما مكّنت الرفاق من غنم أسلحة وذخيرة معتبرة كانت تمكّنهم من مواصلة النشاط المسلح، شعارهم "الله أكبر ... النصر أو الشهادة". الندوة شارك فيها أيضا العديد من الوجوه الثورية الذين أدولوا أيضا بشهادات حية وتفاصيل مشوقة عن مختلف العمليات التي كانت تستهدف سواءً ثكنات العدو أو الاشتباكات الضارية التي تلي الكمائن التي ينصبها المجاهدون لفيالق العدو في المنطقة، عاقدين العزم على أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. وكان الدعم الذي كان يتلقاه رفقاء ولد الحسين من طرف سكان المدن (حجوط، قصر البخاري، شرشال، تنس ...الخ) وسكان الأرياف بمثابة الوقود الذي يلهب فيهم الحماسة والقوة والإرادة رغم محاولات العدو اليائسة خصوصا على الصعيد الإعلامي الذي كان يصور المجاهدين في شكل زمر لا حول ولا قوة لهم وأن نهايتهم قريبة. وقال ولد الحسين إن الكتاب هو *مرجع تاريخي هام سيساهم بلا شك في إثراء عمل المؤرخين المهتمين بتاريخ ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة، ودعا بالمناسبة إلى تعزيز ودعم مثل هذه الأعمال لتلقين شباب اليوم تعاليم الثورة وإبراز تضحيات آبائهم وأجدادهم الأولين.