أصدر المجاهد محمد الشريف ولد الحسين طبعته بالأمازيغية لمؤلفه في قلب المعركة ليكون بذلك قد أسهم في إعادة قراءة التاريخ كما يجب أن يكون.وحرصا منه على تعميم الفائدة عمد المجاهد إلى هذه الترجمة بعد طبعتين باللغتين الفرنسية والعربية ليتم توزيع 5000 نسخة في كافة ربوع الوطن تحمل قراءات حية عن ثورة نوفمبر إحدى صفحات التاريخ المشرقة. شعير حسناء الكتاب سرد واقعي لمعارك دارت في الحقبة ما بين 1956 و1959 وهي شهادات حية من قلب واقع الثورة التحريرية المبجلة التي كان أحد صناعها بالولاية الرابعة. المؤلف محمد الشريف ولد الحسين يروي من خلال مؤلفه تفاصيل العمليات التي قادتها وحدتان من وحدات النخبة كومندوسي الزبير وكتيبة الحمدانية وهما وحدتان من فصائل جيش التحرير الوطني مفجر ملحمة الجزائر. ولد الحسين من مواليد 11 أوت 1933 بحجوط، ضابط سابق بجيش التحرير الوطني، ينحدر من عائلة أصلها من عين الحمام بولاية تبزي وزو. كان الضابط واحدا من أهم عناصر كتيبة الحمدانية الباسلة، الأمر الذي أهله ليكون شاهدا على العمليات الثورية، إذ رصد لنا التاريخ من خلال سرده الوقائع في كتاب ''في قلب المعركة''، والذي يعد إسهاما قيّما في كتابة التاريخ الوطني الذي يتعرض للتطاول والتشويه من قبل من لم يهضموا استقلال الجزائر وحريتها وتحديات ثورة نوفمبر التي أنهت وإلى الأبد خرافة الجزائر فرنسية. وقد جاءت إسهامات ولد الحسين لتصحيح الخلل وإعادة قراءة التاريخ من نظرة صناعه الذين عاشوا الأحداث ودونوها في مؤلفات تروي واقع تلك الحقبة المنيرة بعيدا عن المزايدة واستصغار الأشياء. اختار المجاهد محمد الشريف سرد أهم المعارك التي قادها كومندو سي الزبير وكتيبة الحمدانية من خلال 15 فصلا، ضم كل واحد منها أدق التفاصيل المتعلقة بتلك الفترة التاريخية وهي أكبر فصول الثورة وأكثرها حدة وقوة في تاريخها الطويل، أسقطت حكومات فرنسية لم تفهم منطق التحرر الجزائري، وظلت تسير في اتجاه الخطأ دون إدراك المقولة المشهورة ''إذا الشعب يوما أراد الحياة ** فلا بد إن يستجيب القدر. فكانت رواية في قلب المعركة ترجمة حية لهذا المسار كاشفة عن درس في الولاء وحب الوطن لا يمحوه الزمن، ويذكّر الأجيال، وبكل وفاء، بمراحل الثورة التحريرية من خلال سرده وقائع عاشها لا كما يروج لها بالزيادة والنقصان. فباندلاع ثورة نوفمبر اشتعلت الحمية الوطنية لدى ولد الحسين ليصنع من تاريخ الجزائر نصوصا ثرية بالبطولات والانتصارات التي تصلح أن تكون مواضيع لأهم الأفلام الثورية المخلدة لثورة المليون ونصف المليون شهيد• يكفي قراءة الكتاب ذي ال229 صفحة حتى تستشعر الشغف والحماس الشديدين اللذين ميزا سيرة الكاتب ومن كان معه في خضم المعارك. وعزز ولد الحسين كتابه بوثائق حية وصور لرفقاء درب الكفاح الذي قضى معهم تجارب التحدي وإسماع صوت الجزائر باللغة التي تفهمها فرنسا الاستعمارية. ولخص ذلك بشهاداته الحية وهو يروي ألف حكاية وحكاية عن المنطقة الرابعة بالقول إنه حوّل جهده لدى تعرضه للمعارك الواردة في الكتاب والتي ذكر أنها واقعية، بأن أعيد بناء كل مظاهر واقعيتها النفسية وغير النفسية بمنتهى الصراحة والوفاء، فكان كفاح الكمندو سي الزبير أولا وكتيبة الحمدانية بعده التي انتمى إليها ولد الحسين فكان واجهة لنضال آلاف المجاهدين عبر كامل ربوع الجزائر، وكلهم مسجلون على عدسة منظار مشترك مضمونه المقدس الاستقلال