أعلنت 564 مناضلة، أمس، استقالتهن من حركة مجتمع السلم والانضمام إلى حركة الدعوة والتغيير التي يترأسها مصطفى بلمهدي، وأرجعن قرارهن إلى ما أسمينه ابتعاد قيادة حمس عن المنهج العام الذي تأسست عليه الحركة. جاء قرار الاستقالة الجماعية للمناضلات البالغ عددهن 564 حسب البيان الذي تلقت "صوت الأحرار" نسخة منه والموقع من قبل عضوات مجلس الشورى وبرلمانيات سابقات ومنتخبات محليات، بعد فشل كل محاولات النصح والتصحيح والإصلاح جراء استمرار قيادة الحركة في سياساتها بعيدا عن المنهج الجامع الذي تأسست عليه الحركة على حد تعبيرهن. وأكدت المناضلات ومن بينهن النائبة السابقة في المجلس الشعبي الوطني عائشة بلحجار أن حركة "الدعوة والتغيير" تمثل بحق منهج الراحلين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، معبرات عن أملهن في إعادة التوازن إلى الوظائف الدعوية والتربوية والسياسية والفكرية والاجتماعية، لتعلن عن تمسكهن بالمنهج السلمي في التغيير الديمقراطي واحترام إرادة وسيادة الشعب والدفاع عن الثوابت الوطنية وتكريس الحريات والتعددية، وتمكين المرأة من أداء دورها ونيل جميع حقوقها. في هذا السياق، دعت المناضلات الممثلات لحركة مجتمع السلم في كل بلديات وولايات الوطن، المنخرطين والمنخرطات الذين لا زالوا تحت لواء "حمس" إلى الالتحاق بالمناضلين الذين اختاروا الانضمام حركة الدعوة والتغيير التي يقودها مصطفى بلمهدي. إعلان 654 مناضلة استقالتهن يأتي لتأكيد أن هوة الخلاف بين الجناحين المتصارعين كبيرة رغم مساعي الصلح الأخيرة التي بذلها رئيس حركة مجتمع السلم بعد تخليه عن الاستوزار ومحاولة بعض القياديين من حمس إصلاح ذات البين بين الأخوة الفرقاء. ويبدو أن الأمور داخل بيت "حمس" فلتت هذه المرة في أعقاب تصدع وانهيار القاعدة النضالية بعد أن ظلت الهوة خلال السنوات الأخيرة بارزة بوضوح ومحصورة بين الرؤوس القيادية فقط. يذكر هنا أن الإعلان عن ميلاد حركة الدعوة والتغيير جاء مباشرة بعد الكشف عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي نظمت يوم 9 أفريل الفارط.