أكد المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها عبد المالك سايح أن تجار المخدرات المغاربة يحاولون تمرير الأطنان من المخدرات إلى أوروبا عبر الجزائر، مشددا على أن أغلب المهربين هم أجانب وأن الدولة لديها معلومات عن تحركات الشبكات الإجرامية ولن تكون الجزائر ممرا للمواد السامة. أشار سايح إلى أن الخطر الذي يحدق بالجزائر والمتعلق بظاهرة ترويج المخدرات هو أن المواطن الجزائري تحول إلى تاجر مخدرات بعدما تنازلت الشبكات الإجرامية عن تهريب المخدرات بالجزائر أثناء العشرية السوداء، وهو ما فسح المجال للجزائريين لامتهان تجارة السموم، وأكد مدير عام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها أمس خلال الأيام الدراسية حول تطبيق القانون 04 – 18 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار بها المنظمة أمس بنادي الجيش ببني مسوس، أن الجزائر كانت بلد عبور وممر للشبكات الإجرامية وبعد تضييق الخناق عليها من طرف الدول الأوروبية وتحولت إلى بلد استهلاك. وأوضح ذات المسؤول أن التخوف راجع إلى كون تجار المخدرات في المغرب يحاولون تمرير الأطنان منها إلى أوروبا عبر الجزائر، مشددا في هذا الشأن أن الجزائر لن تسمح بذلك ولن تكون معبرا لها، حيث أشار إلى الجزائر تعد بمثابة الممر الأسهل والآمن للمخدرات نظرا لقربها من أوروبا وكذا التعاملات التجارية مع دول الحوض المتوسط وهو ما دفع بالمهربين إلى انتهاج هذا المسلك، كما ندد سايح بالقول "نحن لهم بالمرصاد، ولدينا معلومات عن تنقل الشبكات الإجرامية ولن تكون الأمور سهلة كما يعتقدون". من جهته، أكد مدير التعاون الدولي بذات الديوان عيسى قاسيمي إن ما يقارب 60 بالمئة من المتورطين في قضايا المخدرات هنا بالجزائر لا تتعدى أعمارهم عن 35 سنة، حيث تمت معالجة 35 ألف مدمن على مستوى مراكز العلاج في السنوات العشر الأخيرة، مضيفا بأن 84 بالمئة من المدمنين مستواهم دون المتوسط في حين أن 53 بالمئة منهم ليست لديهم أسرة متماسكة، معربا عن خطورة الظاهرة التي هزت الجزائر والتي تعرف تطورا سريعا كونها مستهدفة من طرف شبكات التهريب. وذكر قاسيمي بأن المغرب يعتبر أول بلد منتج للقنب الهندي في العالم بنسبة 60 بالمئة، حيث أوضح أن هذا الإنتاج يمر تقريبا كله عبر الجزائر متجها إلى أوروبا وباقي دول العالم عبر الموانئ الجزائرية الرئيسية، معتبرا المخدرات آفة العصر ومن بين أخطر المشاكل المهددة للبشرية التي تمس كافة الدول دون استثناء والتي تسببت في إصابة 5 ملايين شخص في العالم بالسيدا في الوقت الذي قدر مردود تجارة المخدرات في العالم ب800 مليار دولار. من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة الفرنسية لمكافحة المخدرات والإدمان عليها إيتيان أبير أن فرنسا تنتج ما يقارب 20 طنا من القنب الهندي سنويا، ولم يخف ذات المسؤول خطورة الظاهرة على المجتمع الفرنسي وعلى باقي الدول، مشيرا إلى أن شبكات الإجرام أصبحت متطورة عكس ما كانت عليه في السابق، حيث كشف في ذات الإطار عن إنشاء مركز لتبادل المعلومات حول تحرك ونشاطات شبكات تهريب المخدرات، داعيا إلى تكثيف الجهود والتنسيق خاصة بين دول البحر الأبيض المتوسط لإجهاض مختلف العمليات الإجرامية. كما شدد أبير على أن فرنسا مجبرة على التعاون مع الجزائر للحد من هذه الظاهرة والاستعانة بتجارب الدول، مؤكدا على ضرورة وضع استراتيجية دولية وإقليمية لمطاردة عصابات المخدرات. ومن جهتها أشارت ممثلة "مجموعة بومبيدو" فلورنس مابيلو إلى برنامج التعاون الذي سطرته المجموعة مع الجزائر في مجال مكافحة المخدرات من خلال ترقية التعاون والتبادل وتحويل المعارف، حيث ذكرت بتكوين 150 طبيب خلال 2008، فيما سيتم تكوين قرابة 100 آخرين خلال العام الجاري.