سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر تتكبد تبعات منع وصول المخدرات إلى أوروبا وتتحول إلى سوق للاستهلاك المحلي بينما طلبت فرنسا دعمها لمواجهة مافيا الكوكايين ودعت إلى تقييم آليات التعاون
سايح يحذر من استهداف مروجي المخدرات المنطقة المغاربية لترويج الكوكايين قاسم رئيس الهيئة الحكومية الفرنسية، إيتيان أبير، مخاوف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، عبد المالك سايح، من تحول الجزائر إلى سوق لمافيا تجارة الكوكايين خلال سنوات قليلة• وأكد إيتيان أبير، أمس، خلال افتتاحه ملتقى حول تطبيق القانون رقم 81/40 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها بالنادي الوطني للجيش، أنه لا خيار أمام الطرفين إلا العمل سويا من أجل مواجهة هذا التهديد الجديد الذي يتقاسمانه، كون عامل الوقت مهم جدا في العمل حول هذا الملف• وذهب إتيان أبير إلى حد الحديث عن تسونامي الكوكايين الذي يهدد دول حوض المتوسط• كما ركز ممثل الحكومة الفرنسية على ضرورة تقييم آليات مكافحة المخدرات من تشريعات وكذا آليات التعاون بين دول ضفتي المتوسط حول مكافحة وقمع تجارة كل أصناف المخدرات• وفي السياق ذاته، شدّد إيتيان أبير على ضرورة وضع إجراءات تسمح بمصادرة أموال تجار المخدرات المسجونين من أجل ضمان عدم عودتهم إلى نشاطهم بعد انقضاء العقوبة، وبالمقابل على الدول المعنية التخلي عن سياسة العمل الفردي في مواجهة تجارة المخدرات كونها لا تجدي نفعا، ومنه الالتزام بتبادل المعلومات من خلال المركز الخاص الذي أنشئ بمبادرة فرنسية• من جهتها، دعت ممثلة مجموعة ''بومبيدو'' الأوروبية لمكافحة المخدرات، فلورنس مابيلو ونسلي، الجزائر إلى تكثيف تعاونها مع الدول الأوروبية لمواجهة هذا الخطر، من باب اعتبارها شريكا أساسيا في المهمة، وكذا كثرة استعمال مهربي المخدرات لممرات المغرب العربي لإيصالها إلى أوروبا• وفي ذات السياق، قال المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها أن الجزائر تدفع غاليا ثمن مكافحة تهريب المخدرات إلى أوروبا بتحول الكميات التي تفشل العصابات في تمريرها إلى الضفة الأخرى من المتوسط إلى الاستهلاك المحلي مع خفض ثمنها من أجل تسهيل الترويج، مشيرا إلى أن مجهودات الجزائر ساهمت في استقرار نسبة الترويج في أوروبا• كما أوصى سايح القضاة وأجهزة الأمن إلى العمل باهتمام وحذر على منع ترويج مادة الكوكايين، بعدما بينت التحريات أن عصابات المتاجرة بالكوكايين تفضل ممر المغرب العربي (الجزائر، ليبيا والمغرب)، كونه الأسلم لمحاولة إيصال هذه المادة إلى أوروبا وعدم المغامرة بتهريب الأطنان من القنب الهندي، كون الكوكايين أكثر تكلفة من غيره من المخدرات، حيث يصل سعر الغرام الواحد إلى 150 أورو• كما دعا سايح القضاة والأطباء إلى التفكير في حل إشكالية كيفية معالجة المدمن المسجون في قضايا أخرى، والتي تجاهلها نص القانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية• وأضاف سايح أنه لابد من إظهار نقائص القانون وتناقضه مع القوانين من أجل ضمان تطبيقه بالشكل الصحيح، وكذا مناقشة كيفيات تعزيز التعاون بين الهيئات المكلفة بالتكفل بالمدمنين• ومن ضمن الإشكاليات المطروحة للنقاش، الوثيقة الطبية المسلمة للمدمن وأثرها على سير القضية، بالإضافة إلى النظر الى حجية التقرير الطبي المقدم لقاضي النيابة إن كان ملفا ملزما أم لا• وشدد المتحدث على ضرورة رفع اللبس حول كل هذه الإشكاليات•