جدد المجاهد والوزير السابق عبد الحفيظ أمقران تأكيد ضرورة مواصلة السلطة الجزائرية مطالبة فرنسا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر خالال المرحلة الإستعمارية وأوضح أول أمس بقاعة الجزائرية على هامش الندوة التاريخية التي نظمتها وزارة المجاهدين وملحقة متحف المجاهد بالرغاية وبلدية الجزائر الوسطى بقاعة سينما الجزائرية أن المجتمع المدني في الجزائر مطالب بتكثيف مطالبه لتستجيب الدولة الفرنسية لهذا المطلب الأساسي. واعتبر عبد الحفيظ أمقران نائب قائد الولاية التاريخية الثالثة أن مجزرة 8 ماي 1945 تبقى في ذاكرة الشعب الجزائري وان الاستعمار لا يتغير ولا يفهم سوى لقوة ، من جهة أخرى استعرض الوزير السابق عبد الحفيظ أمقران مجريات مجزرة 8 ماي بسطيف حيث كان طالبا ، وقال انه تكونت أول جبهة وطنية في الجزائر عام 1944 وانعقد مؤتمر أحباب البيان والحرية وتم التوقيع بين المناضلين على بيان قدموه للحلفاء وللحكومة الفرنسية يطالبونها بالوفاء بعهودها المتمثلة في منح الجزائريين حقهم في الاستقلال بعد نهاية الحرب وانتصار الحلفاء على النازية ، لكن هذه الأخيرة لم ترد ، وذكر عضو المجلس الإسلامي الأعلى عبد الحفيظ أمقران الأسباب التي دفعت الجزائريين إلى الخروج في مظاهرات سلمية منظمة يوم الثامن ماي 1945 ومنها أن بعضا من الدول قد نالت استقلالها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كالهند وتكونت دولة باكستان الإسلامية، وانطلاق حركة التحرر. كما أشار عبد الحفيظ أمقران إلى أن الحركة الوطنية الجزائرية قد طالبت من الجزائريين الخروج في مسيرة سلمية ومنظمة يوم الثلاثاء 8 ماي للمطالبة بالاستقلال وهذا بعد أن كان العمال الجزائريين قد تحركوا يوم الفاتح من ماي وقاموا بمسيرات سلمية في العاصمة وعنابة وبجاية وولايات أخرى ، وقال المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن الآلاف من الجزائريين خرجوا إلى شوارع سطيف وحمل الشاب بوزيد شعال العلم الوطني وهو الأمر الذي آثار حفيظة مفتش الشرطة الفرنسية وأطلق النار على بوزيد شعال في مقهى دوفرنس بسطيف وانطلقت بذلك مؤامرة فرنسا حسب الباحث عبد الحفيظ أمقران، الذي قال بان أول جزائري نطق بالجهاد خلال تلك المسيرة بسطيف شخص يدعى :" العربي تريستي" وعندما وصل الخبر إلى عين الكبيرة وخراطة وبن عزيز نظمت حركة الجهاد وخرج الجزائريون في مظاهرات دفعت السلطات الفرنسية إلى ممارسة كل وسائل القمع والقتل جوا وبحرا وبرا في العديد من القرى والمدن الجزائرية ومات خلالها الآلاف من الجزائريين كما مات بعض المعمرين. كما أشار عبد الحفيظ أمقران إلى أن الحركة الوطنية احتارت ولم تجد ما تفعل لأنها لم تكن مستعدة للجهاد واستقر الأمر إلى توسيع الانتفاضة إلى غاية يوم 23 ماي وبعد يومين أعطيت الأوامر بوقفها فقد ارتفع عدد الشهداء حيث وصل إلى 45 ألف شهيد وتم قنبلة 45 قرية، وتم إلقاء القبض على كبار المسئولين في إطار أحباب البيان بمن فيهم ميصالي الحاج وفرحات عباس والشيخ البشير الإبراهيمي .. من جهة أخرى دعا عبد الحفيظ أمقران إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ الجزائر و الاعتزاز بكل الأحداث التي وقعت في شهر ماي فالشيخ المقراني استشهد يوم 5 ماي 1871 ،و تم تأسيس أول جمعية وطنية في 5 ماي 1931 وهي جمعية العلماء المسلمين برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس كما أن العقيد سي محمد بوقرة قائد الولاية الرابعة توفي في شهر ماي كما كان يوم 19 ماي حدثا هاما حيث قام الطلبة الجزائريين بإضراب، كما اعتبر عبد الحفيظ أمقران أن مجازر 8 ماي 1945 هي التي مهدت الطريق أمام الجزائريين للإعلان عن الثورة وأنها البديل الأمثل لنيل الاستقلال . من جهته اعتبر الخطاط الكبير اسكندر عبد الحميد وأن إحياء الذكرى ال 64 لمجازر 8 ماي 1945 وأحداث أخرى بأنها محطات بارزة في تاريخنا يجب الوقوف عندها والتعريف بها ، أما السيد بروان نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى فقد أشار إلى أن كل الجزائريين اللذين شاركوا في مظاهرات 8 ما ي 1945 وسقطوا في ميدان الشرف قد أعطوا نفسا جديدا للحركة الوطنية داعيا طلبة الثانويات والإكماليات من على ضرورة الفخر بتاريخ الجزائر والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن.