الجزائر وهي تبني من خلال معركة شرسة للنهوض بالوطن وجعله يلحق بمصاف الدول المتقدمة كان لزاما عليها أن تتفتح على العالم وتدخل في شراكة مع الشركات والدول وأن تعقد صفقات وفي نفس الوقت تتخلص من بعض التراكمات والإرث الذي بقي يشكل عائقا في طريق التقدم من مؤسسات عامة وشركات وطنية وهو ما سمي بالتطهير، الذي استهلك من الأموال ما بإمكانه بناء عشرات المصانع، وفرط في مؤسسات وطنية تشكل رمز النهضة الجزائرية بعد الاستقلال• الشراكة مع الأجانب جعلت العمال الجزائريين رغم قانون العمل الجزائري يعانون من الاستبداد والاستغلال وفقدان الكثير من الحقوق إلى جانب التمييز الذي تمارسه هذه الشركات بالمقارنة إلى العمال الأجانب المستوردين• الجزائر اليوم تعج بالصينيين والمصرين واللبنانيين والفرنسيين والطليان والأمريكان والانجليز وحتى الأندنوسيين والماليزيين، ومن باب الشراكة والاستثمار وإنجاز المشاريع دخل هؤلاء وتموقعوا واستغلوا بعض مواطن الضعف في التشريع الجزائري وقوانين الاستثمار ليتصرفوا بما يخدم مصالحهم ويحقق لهم الأرباح الطائلة القانوني منها أو المتسرب عبر ثغرات قانونية ثم تداركها مؤخرا• ولم يكف أن تم الاحتيال على القانون من طرف الشركات الأجنبية لتهريب الملايين من الدولارات، بل إنهم أيضا يستغلون العمال الجزائريين ومع الأسف الشديد يعاونهم في ذلك جزائريون ومسؤولون نقابيون• لقد اشتكى عمال ونقابيون طردوا من هذه الشركات الأجنبية خاصة تلك العاملة في الجنوب الجزائري والتي تعمل في العديد من الاختصاصات بالصحراء، تعسفا وانتقاما من مطالبتهم بحقوقهم من خلال تنظيمات نقابية أو توعية لزملاهم للدفاع عن حقوقهم المهضومة، بل سجن البعض ولا يزال البعض متابع أمام المحاكم• هذه المقدمة للوصول إلى ما قرأته منشورا في الصحف الوطنية وهو الأمرالذي يندى له الجبين والذي يجعلك في حيرة أنحن في الجزائر المستقلة أم أين نحن؟ أولا: نقابات أجنبية من فرنسا وسويسرا وأمريكا راسلت الاتحاد العام للعمال الجزائريين تخطره بالوضع الخطير وعمليات التعسف الممارسة في حق نقابيين طردوا من عملهم من طرف شركات أجنبية وآخرون متابعون قضائيا من قبل مديري الشركات بسبب نشاطهم النقابي منبهين إلى أسلوب التعامل الذي وصفوه بالاقطاعي وتحويل العمال إلى عبيد• ثانيا: يتواطؤ المسؤولون النقابيون المحليون مع الشركات الأجنبية ضد العمال الجزائريين حتى لا يدافع هؤلاء العمال عن حقوقهم والمعاملة السيئة التي يعاملون بها من طرف الأجنبي من خلال تنظيم عمالي• وعلى ما أعتقد كان عمال جزائريون قد اشتكوا منذ أشهر من سوء المعاملة التي يتلقونها من شركات إيطالية ويابانية ليس فقط في المعاملة الانسانية من خلال ساعات العمل والاطعام بل ومن حيث الراتب والمكافآت• كل هذه الصيحات ذهبت مع الرياح فلا من سمع، وحتى من سمع تحدث مع نفسه وكأن الأمر لا يعنيه والأسئلة التي تبحث عن أجوبة هي الآتية: - لم يتحرك الاتحاد العام للعمال وتحركت نقابات أجنبية من الخارج لتراسل المعنيين وتقول إن الشركات الأجنبية تسيء معاملة الجزائريين وتهين العلم الوطني• - يتصرف هؤلاء الأجانب على اختلاف جنسياتهم خارج القانون ولا من رقيب• - يقومون بعمليات تصدير واستيراد للكثير من المواد ويكتشف لاحقا أن هناك تحايلا على الجمارك وتهربا من الأداء الضريبي• - بعض الأجانب المتواجدون على الأرض الجزائرية سواء من لهم نشاط شرعي أو الذين تسللوا في نشاطات غير مرخص بها يحتالون على القانون ووجدوا في الرشوة طريقا لجنيهم الأرباح والهروب لاحقا دون رقيب• - يبيعون أسهمهم في شركات دون علم السلطات، وينسحبون وكأن الأمر مجرد صفقة بين تجار لا دخل للدولة فيها• - وأخيرا•• وصل الحد ببعض الطلبة الأجانب أن يستعملوا في شجار طلابي قنابل المولوتوف والتجرأ على إحراق العلم الوطني•• لماذا هكذا أصبحنا أبوابا مشرعة ولماذا تلازمنا عقدة الأجنبي الذي تمكنه منا ثم لا نجرؤ على مقاومته، أو محاسبته أو حتى مراجعته•• أسئلة أنا شخصيا لم أجد لها الجواب••! وحمى الله الجزائر لتكون حقا بلد العزة والكرامة•