أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو في حوار خص به "صوت الأحرار"، أمس، أن دعم الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة واعتبر أن مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم التاسع أفريل المقبل نكران للمنجزات المحققة في العهدتين السابقتين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وعبر عن أمله في تضاعف وتيرة التنمية أكثر واستكمال مسار المصالحة الوطنية لاسترجاع السلم التام في العهدة المقبلة، مشيرا إلى أن الرئيس أنصف الأسرة الثورية من خلال استحداث مادة جديدة في تعديل الدستور الأخير لحماية رموز الثورة المجيدة. ماذا يمثل بالنسبة لكم شخصيا وبالنسبة للمجاهدين ككل أن تقدموا المرشح عبد العزيز بوتفليقة عند إعلان ترشحه؟ أعتقد أن منح الأمين العام لمنظمة المجاهدين شرف تقديم عبد العزيز بوتفليقة خلال حفل إعلان ترشحه، يعكس تقدير هذا الرجل للمجاهدين عامة وللمنظمة بصفة خاصة، كما أنه تكريم لثورة نوفمبر المجيدة، وهذا ليس شيئا جديدا بالنسبة لرئيس الجمهورية الذي طالما كان يقدر هذه الفئة، وقد عبر عن موقفه هذا من خلال تعديل الدستور الأخير المصادق عليه من طرف البرلمان بالأغلبية المطلقة الذي ركز فيه على احترام رموز الثورة المباركة، ووجوب تدريس التاريخ الوطني في المنظومة التربوية ، وهو ما نعتبره نحن كمنظمة تقديرا كبيرا للمجاهدين وتعزيزا لقيم الثورة، لأن الدولة التي تحترم رموزها وتاريخها تستفيد دائما من دروس الماضي وتتفادى الوقوع في الأخطاء مستقبلا. أعلنتم عند دعمكم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة على أن موقفكم ليس عاطفيا، هل من توضيح؟ نحن لم نرشح السيد عبد العزيز بوتفليقة من منطلق أنه مجاهد فقط، بل لأن الرجل يمتلك مؤهلات قيادية جعلته يفرض نفسه على المستوى الوطني والدولي، وبفضل تاريخه وحنكته السياسية وإرادته الصادقة ووطنيته، استطاعت الجزائر أن تخطو خطوات جبارة في مختلف الميادين، فلو عدنا إلى الوراء حيث كانت الجزائر تعيش فتنة بين أبناء الشعب الواحد وإرهابا يفتك بأرواح الأبرياء ، لقد كانت ظروف الجزائر صعبة وقد عشنا جميعا تلك الظروف القاسية والمؤلمة، وبفضل تجربة وشجاعة الرئيس بوتفليقة استطاع قيادة عملية السلم والاستقرار من خلال مبادرتي الوئام المدني و المصالحة الوطنية وهو ما جعل تلك السياسة تطوي ملف الإرهاب، من جانب آخر هناك برنامج تنموي كبير، ما كان ليعرف النور والتجسيد على أرض الواقع لولا الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية ، نحن واقعيون، البرنامج التنموي الضخم المشيد في الجزائر لم تعرفه البلاد من قبل، نفس الشيء بالنسبة للمشاريع المتعلقة بالجانب التعليمي من حيث بناء المدارس، الإكماليات، الثانويات، الجامعات المعاهد ومراكز التكوين، كما نسجل في القطاع الصحي قفزة لا بأس بها، كذلك الأمر ينطبق على القطاع الفلاحي والنقل خاصة في مد شبكة الطرقات التي عرفت انجازا ضخما في هذا المجال، وأقصد هنا الطريق السيار شرق غرب على طول 1200 كم، وأشير هنا إلى أن سنوات الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد لأكثر من عشرية كاملة أثرت بصورة كبيرة على قطاع السكن الذي سجل تراجعا ب30 سنة الى الوراء يعني أن هناك تأخرا في مختلف الميادين، الآن نلمس عودة الحياة إلى الجزائريين الذين أصبحوا يتنقلون ويتجولون بأمان وطمأنينة في جميع أنحاء الوطن وفي أي وقت أرادوا دون أي خوف على أرواحهم وممتلكاتهم. يمثل بوتفليقة جيل المجاهدين الذي قاد ثورة أول نوفمبر، هل ترون أن هذا الجيل مازال له دور في جزائر اليوم؟ بوتفليقة يمثل جيل نوفمبر ويمثل جيل الاستقلال وله من المعرفة والقدرة على التكيف مع الظروف التي عاشها الوطن، فمثلما ساهم بفعالية في معركة التحرير بالأمس، كان له حضور قوي ومشهود في الاستقلال أول وزير للرياضة والخارجية وهو في ريعان شبابه، مثل الدبلوماسية الجزائرية أحسن تمثيل في كل المحافل الدولية سواءا القارية أو الإقليمية أو العالمية، فهو من أدخل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى الأممالمتحدة سنة 1974 ، فهو إذن يمثل جيلين متواصلين، ونحن نؤمن بتواصل الأجيال، لقد ساهم في وضع القواعد الأساسية للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، وأذكر هنا أن المجاهدين ممن قادوا الثورة التحريرية كانوا أميين بنسبة كبيرة، اليوم الحمد لله يوجد مئات الآلاف من الطلبة والطالبات في شتى مجالات العلوم. كما قلت فإن بوتفليقة يمثل بالنسبة لنا تواصل الأجيال، مجاهد شارك في معركة التحرير وإطار مثقف ومتكون، حرص على تكوين نفسه بنفسه وسياسي محنك استطاع فرض وجود الجزائر وهي صفات لم تتوفر في كل المجاهدين. كمجاهدين حريصين على قيم ثورة نوفمبر وعلى سيادة الجزائر واستقلالها، هل أنتم راضون على ما تم تحقيقه من منجزات خلال العهدتين الماضيتين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة؟ نحن راضون على ما تم تحقيقه خلال العهدتين السابقتين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هناك إنجازات ضخمة تحققت، نريد أن يستمر هذا البرنامج الطموح والواعد ولا يتوقف في منتصف الطريق في مختلف الميادين، بالنسبة للمصالحة الوطنية و إنجازات التنمية حتى تصل الجزائر إلى شاطئ الأمان، ومن الواجب أن يستمر هذا البرنامج من أجل تحقيق ذلك، ونحن واثقون من أنه سيستمر وسنقضي على مختلف المشاكل كالبطالة ونقص السكنات، والاحتياجات الصحية وغيرها من المشاكل التي تعرفها البلاد. وكلنا يتذكر حالة الجزائر في سنوات التسعينات كيف كانت تعاني من عدم الاستقرار وتأثر واهتزاز صورتها وسمعتها في الخارج، حيث كانت تعرف حصارا دوليا في مختلف الميادين، حتى أن هناك عددا من السفارات تم إغلاقها، كما أن هناك وفود بعض الدول لم تعد تأتي وكانت تطلب عقد اللقاءات في تونس أو بلد آخر، لكن اليوم سمعة الجزائر طيبة، ورؤساء الدول يتسابقون للمجيء إليها، وكذلك الحال بالنسبة للشركات الاقتصادية العالمية الكبرى التي تتنافس أيضا على الاستثمار في الجزائر على غرار كثير من الدول العربية والإسلامية خاصة الخليجية منها، حتى أن المواطن أصبح يلاحظ هذا التهافت ، و هذا يدل على أن الأجواء مهيأة لمثل كل هذه النشاطات. إن ما نتحدث عنه حاليا عن مكانة الجزائر على الساحة الدولية هو أمر واقعي نراه يوميا، وخاصة عندما يلتقي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع بقية رؤساء العالم الذين يخرجون من عنده وهم يؤكدون في كل مرة أنهم استفادوا من خبرته وتجربته الكبيرة. ولعل كل هذه المواقف والإنجازات تجعلنا بكل موضوعية نرشح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقبلة. لكن هناك بعض الأصوات المشككة في منجزات العهدتين وتؤكد أن العهدة الثالثة تعني تدهور الوضع في البلاد وزيادة الإرهاب و"الحرقة" وغيرها من المشاكل، فما ردكم ؟ لأننا كمجاهدين نريد الخير للجزائر، جاهدنا من أجلها، وفي نظري فإن معركة التحرير تبقى بدون معنى ما لم ننجح في معركة البناء والتشييد والهدف كان دائما أن يعيش الجزائريون في رغد العيش ويتمتعوا بخيرات البلاد في ظل الحرية و الديمقراطية والعدالة والأخوة تطبيقا لمبادئ وقيم ثورة نوفمبر، لأن الشهداء لم يستشهدوا من أجل أن تبقى الجزائر تابعة لدول أخرى، بل من أجل جزائر قوية في أمنها واقتصادها ومكانتها اللائقة بين الدول، إنها الجزائر التي كنا ننشدها عندما كنا نكافح ونناضل لمدة سبع سنوات في الجبال. عندما ابتليت الجزائر بالمأساة الوطنية في سنوات التسعينات، وهي المأساة التي كانت لها آثار وخيمة على الجزائريين، كانت قلوبنا تعتصر ألما، لهذا فإن علينا اليوم جميعا، مجاهدين ووطنيين وأسرة ثورية، أن ندعم المترشح عبد العزيز بوتفليقة في سبيل الصالح العام. ومن جهة أخرى، لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض النقائص المسجلة التي كانت نتيجة التأخير الذي وقعنا فيه، لكن هناك أيضا منجزات تحققت، ولا نريد العودة إلى الخلف بل السير إلى الأمام، لكن يبقى أن ننظر دائما إلى واقعنا اليوم لنقارنه بموضوعية مع حالة الجزائر في سنوات التسعينات. ماذا تأملون في حالة فوز بوتفليقة بعهدة جديدة ؟ نحن نأمل في تضاعف وتيرة التنمية أكثر واستكمال كل البرامج وتطبيق سياسة المصالحة الوطنية وتؤدي إلى القضاء على المشاكل بصفة نهائية واسترجاع السلم التام، إلى جانب الحرص على مكتسبات الديمقراطية، نتمنى أن تخرج الجزائر من المأساة الوطنية نهائيا وأن تلتحق بمصاف الدول التي سبقتنا في مسار التنمية خاصة وأن الجزائر لها من الشباب المثقف والخيرات الكثيرة من أرض فلاحية وبترول وغاز، يجب الإخلاص وأن يشمر كل فرد من أبناء هذا الوطن على سواعده والمساهمة في الإنتاج الوطني، إضافة إلى الحرص على الوحدة الوطنية، بفضل هذه السياسة سنصل إلى مصاف الدول وإدراك كل النقائص المسجلة، نحن كمجاهدين لدينا أمل، أتذكر خلال الثورة التحريرية أن كنا ندفن الشهداء يوميا لكننا لم نفشل، سبع سنوات ونصف ونحن نخوض حرب طاحنة مع العدو الفرنسي قدمنا تضحيات جسيمة متشبثين بالصبر والإيمان، استطعنا في الأخير أن نفك قيود 132 سنة من الاحتلال، ظروف الحرب كانت قاسية، لا توجد مقارنة ، نحن نأمل ونردد دائما مقولة المرحوم فرحات عباس في رد له على سؤال إحدى الصحفيين خلال زيارته للعراق، لماذا تكافحون، فرد قائلا "لكي لا يعيش أبناؤنا الميزيرية التي عشناها أثناء الاحتلال الفرنسي"، نحن عندما نرى الرفاهية التي تشهدها الجزائر اليوم نفرح، كما نسعد برؤية منجزات تتحقق كالمدارس والجامعات والمستشفيات، نحس بطعم الحرية لأننا عشنا الاستعباد، الوفاء للشهداء يفرض ويحتم علينا أن نحافظ على الجزائر ونحرص على سمعتها الطيبة، أحسن وفاء للشهداء هو النجاح في معركة البناء والتشييد والحفاظ على الوحدة الوطنية. نحن متأكدون أن الرئيس لا يمكن أن يعمل بمفرده، إذا لم يتجند جميع الأطراف كما كان في الثورة كذلك، فالثورة لم تكن لتنجح لولا التفاف الشعب حولها، كذلك اليوم بوتفليقة كقائد وحكيم له الشجاعة يخطط ويوجه كل مواطن ومواطنة يجب ان يقوم بواجبه كما ينبغي ان لا ننسى ان هناك دول لها أطماع في الجزائر على غرار فرنسا التي مازالت تحلم بالعودة إليها وتحن الى جزائر فرنسية، مازالت لم تتخلص من فكر الهيمنة العسكرية، والدليل على ذلك سنها لقانون العار 23 فيفري 2005 الذي يمجد الاستعمار بل راحت لتعتبره حضارة، يجب على الجزائريين أن يكونوا يقظين بحيث لا يتركون الفرصة لأي جهة أو دولة كانت التفكير في التدخل في الشؤون الداخلية والاعتداء عليها من منطلق سعي الدول الكبرى والامبريالية لاستغلال دول أخرى، إذن يجب أن تكون هناك برامج تلبي احتياجات المواطنين من سكن وعمل وخدمات صحية و البحث عن سبل جديدة لسد الطريق أمام هجرة الجزائريين نحو الخارج بتوفير كل ما يحتاجونه، والمسؤولية ليست مسؤولية القيادة فقط وإنما مسؤولية الجميع. هناك أحزاب تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وهناك من يقول إن نسبة المشاركة لن تتجاوز 10 بالمئة، ما رأيكم؟ إن ذلك يندرج في سياق التكهنات وأيضا أمنيات البعض الذين يريدون العودة بالجزائر إلى الوراء، كما أن تلك المواقف تعكس رؤى شخصية وطروحات سياسية لبعض الأشخاص، ومن هنا فان دعوات المقاطعة والترويج للعزوف الانتخابي تندرج في إطار تشويه العملية الانتخابية وحث المواطنين على عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وعليه فإننا ندعو المواطنات والمواطنين إلى المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الانتخابي والتعبير عن رأيهم بكل سيادة واختيار من يرونه أهلا بقيادة البلاد، وفي تقديرنا فان الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 9 أفريل القادم إنما يتجاهلون التقدم الذي شهدته الجزائر خلال العشرية الأخيرة ويطعنون في المنجزات المحققة، إن علينا أن نقول "للمحسن أحسنت وللمسيء أسئت"، وأن لا نقابل المنجزات بالنكران. على اعتبار أن منظمة المجاهدين هي إحدى أعضاء مجموعة ال 3+ 8 التي ينتظر أن تخوض الحملة الانتخابية لصالح المرشح للرئاسيات المقبلة عبد العزيز بوتفليقة، فما هي الإستراتيجية التي اعتمدتها منظمتكم من أجل تقريب الأفكار إلى المواطنين وحثهم على التصويت ؟ الإستراتيجية التي تتبعها منظمة المجاهدين خلال الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة تقوم أساسا على العمل الميداني حيث أننا حاليا في اتصال دائم مع المواطنين، كما أننا سنكثف من اللقاءات الجوارية. والحديث مع الناس وفتح نقاش معهم لتبليغ الرسالة التي تضمنها خطاب بوتفليقة وشرح مختلف الجوانب التي يحتويها برنامجه الذي يطرحه على الشعب، كما أننا سنذكر بما تم إنجازه من مشاريع ونطلب من المواطنين أن يقبلوا على الانتخاب، وكذا التصويت لصالح عبد العزيز بوتفليقة، ونحن إضافة إلى كل هذا سنكون متواجدين في الميدان وهو أمر ليس جديدا علينا بالنظر إلى أن كافة نشاطاتنا تنطلق من صميم العمل الجواري، ومن جهة أخرى هناك تنسيق بيننا فيما يتعلق بالمنظمات الثمانية التي تدعم ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، نحن نجتمع دائما هنا وننسق عملنا، تنطلق استراتيجينا في الحملة الانتخابية لإنجاح المرشح عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسيات المقبلة من برنامجين أساسيين هما برنامج داخلي خاص بالمنخرطين في هذه المنظمات، وآخر مشترك مع أحزاب التحالف التي ننسق معها هي الأخرى، وأريد فقط أن أذكر في هذه النقطة أن التنسيق يتم بصورة عمودية وأفقية أي أن ما يطبق على المستوى الوطني للمنظمة يطبق أيضا على مستوى فروعها في الولايات والبلديات حتى نكون أكثر قربا من المواطنين مما يجعل الحملة الانتخابية فرصة لتحسس مشاكل ومعرفة انشغالات المواطنين واحتياجاتهم.