أكد وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال على ضرورة العودة إلى الخبرة الأجنبية في مجال تسيير الموارد المائية والبحث عن الشراكة مع أكبر الشركات الأجنبية في مجال إنجاز تجهيزات الري من مضخات وأنابيب نقل المياه، مطمئنا الشركات الوطنية انه سيعطي توجيهات لمختلف مصالحه للتعامل معها في مجال إنجاز بعض أنواع المضخات وأغطية البالوعات، واستغل ممثل الحكومة فرصة عقد الصالون الدولي لتجهيزات وخدمات المياه للتذكير بوعود بعض المستثمرين الأجانب خاصة الشركة الاسبانية "أغبار" التي تعهدت بفتح معهد للتكوين في مهن المياه مع إرسال مجموعة من إطارات الوزارة للتكوين بجامعة برشلونة في مجال التسيير واستعمال أحدث التكنولوجيات. اعتبر وزير الموارد المائية الصالون الدولي لتجهيزات وخدمات المياه فرصة لعقد صفقات شراكة بين الشركات الجزائرية والأجنبية حيث سيكون للشباب الجامعي فرصة الاطلاع على سبل الاستثمار في مجال الموارد المائية عبر انجاز مؤسسات صغيرة ومتوسطة تختص بتمثيل وإنتاج مجموعة من المضخات موجهة إما سواء لمجال استغلال السدود أو مختلف محطات الضخ والجمع أو للقطاع الفلاحي الذي يعد شريكا فعالا للقطاع، ومن جهتها أبدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله التي حضرت تدشين الصالون اهتمامها بمجال صناعة المضخات حيث كشفت ل"المساء" نية قطاعها توجيه البحث العملي للقطاع الصناعي والبحث عن إمكانيات توفير مثل هذه التجهيزات ضمن الإنتاج الوطني تكون بنفس المقاييس العالمية"، وبمناسبة الصالون حثت بعض الشركات الوطنية التي تنشط بالشراكة مع الإيطاليين في هذا المجال بالبحث عن سبل إنتاج هذه المضخات بالجزائر واستغلال كل الإمكانيات الموفرة. من جهته استغل وزير الفلاحة السيد رشيد بن عيسي الفرصة للاطلاع على احدث التقنيات في مجال توزيع المياه ونشاط محطات التطهير التي شرعت منذ مدة في تزويد الفلاحين بمياه السقي حيث تلقى هو الآخر شروحات وافية عن تقنيات عقلنة استغلال المياه في القطاع الفلاحي وأبدى اهتماما كبيرا بنشاط عدة شركات أجنبية حضرت الطبعة للبحث عن فرص الشراكة والاستثمار بسوق جديدة لم تهددها الأزمة المالية العالمية الأخيرة. وخلال تجول الوفد الوزاري بمختلف أجنحة الصالون الذي تحول إلى موعد مهني يستقطب أنظار العديد من المستثمرين الخواص الجزائريين والأجانب طالب السيد سلال شركات الأشغال العمومية المشاركة بالبحث عن شريك أجنبي لاكتساب الخبرة وآخر التقنيات في مجال انجاز محطات التطهير أو وضع شبكات توزيع المياه موجها أصحاب هذه المؤسسات إلى عدة خبراء في المجال لعقد صفقات شراكة تسمح في المستقبل بالتحكم أكثر في انجاز هياكل القطاع خاصة وان البرنامج الخماسي المقبل يتضمن مشاريع ذات طابع جواري تهدف إلى تحسين نوعية الخدمات بعد توفر الإمكانيات في مجال المياه. وعند وقوف الوزير بجناح الشركة الاسبانية "اغبار" طلب من مسؤوليها الالتزام بوعودهم المتعلقة بفتح معهد وطني بالشراكة مع الخبرة الاسبانية للتكوين في مجال مهن المياه بمختلف الأطوار، مع تنفيذ وعد الرئيس المدير العام للشركة الذي ستتكفل بتكوين عدد من إطارات الوزارة بجامعة برشلونة في مجال التسيير واستعمال التكنولوجيات الحديثة، أما بأجنحة المؤسسات الأجنبية المسيرة بالتفويض لعمليات إنتاج وصرف المياه بكل من الجزائر "سيال"، ووهران "سيور" ألح الوزير على المسؤولين أن يدفعوا بالالتزامات وتوفير المياه بالكميات والنوعية المطلوبة خاصة بعد بلوغ نسبة امتلاء السدود المستويات المطلوبة. ولدى عرض بعض المؤسسات الوطنية إشكالية صعوبة توزيع إنتاجها خاصة شركة "بوفال" المختصة في صناعة بعض أنواع المضخات وأغطية البالوعات طمأن الوزير مسؤولي الشركة انه سيوصي مختلف فروع الوزارة بتفضيل التعامل مع الإنتاج الوطني على أن يتم عصرنته ليكون في نفس مستوى الإنتاج الأجنبي، في حين دعا الوزير المدير العام للديوان الوطني للتطهير للتقرب من عدة مؤسسات أجنبية تعرض أحدث تقنيات التطهير في مجال وضع شبكات الصرف وشاحنات الضخ حيث تم لأول مرة عرض عربات الدفع الرباعي بصهاريج لضخ مياه الصرف، وهي المنتوج الذي استقطب أنظار الشباب الراغبين في الاستثمار بمجال المياه ومصالح الديوان الذي سيجد في مثل هذه العربات الفرصة لتسهيل تنقل أعوان الديوان بالولايات الداخلية والصحراء. وعلى هامش الصالون كشف الوزير عن عقد لقاء تقييمي نهاية السنة لنشاط الشركات الأجنبية المكلفة بالتسيير المفوض لإنتاج وتوزيع المياه عبر ولايات الوطن وعددها حاليا أربع حيث يرتقب أن يتم تعميم التجربة مستقبلا لتمس 10 ولايات إضافية أغلبها في الجنوب ومنطقة الهضاب العليا. ويذكر أن الطبعة الخامسة للصالون الدولي للتجهيزات وخدمات المياه يمتد إلى نهاية الأسبوع ويضم 302 شركة 60 بالمائة منها أجنبية وستتخلل أيام العرض ورشات تقنية ويوم دراسي حول إشكالية تسيير خدمات المياه في المساحات الحضرية من خلال عرض خبرات عدة شركات في هذا المجال مع مناقشة إشكالية معالجة المياه بمادة الكلور، الصرف الصحي والتكوين في مهن المياه.