انتقادات لاذعة وجهها الداعية الإسلامي وجدي غنيم أمس الاثنين إلى الرئيس الأمريكي أوباما في دعوته إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني يتهمه بالردة والخروج عن القيم والحريات الإنسانية، لأن دعوته إلى الاعتراف بإسرائيل تعني الاعتراف بملكيته للأقصى كأرض مقدسة، وهذا حسب الداعية وجدي غنيم موقف إسلامي لابد من أن تتحرك له كل القوى الإسلامية والعلماء والدعاة وتتصدى له وتنصر القضية الفلسطينية، وأضاف وجدي غنيم قوله: لماذا لا يمنح أوباما ولاية من ولاياته للإسرائيليين؟ وقال وجدي غنيم في محاضرة له ألقاها أمس الاثنين على هامش الملتقى الدولي الخامس لفكر محمد الغزالي المنظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة أن خطاب الرئيس الأمريكي في القاهرة جاء ليوهم الأمة العربية بأنه رجل مسلم ومسالم ويريد الخير للمسلمين، وأن تحديده طبيعة العلاقات المستقبلية بين الإدارة الأمريكية والعالم الإسلامي" مشروع وهمي يريد من خلاله كسب ثقة المسلمين، سيما وقد بدأ خطابه بإلقاء تحية الإسلام بقوله "السلام عليكم"، وأوضح الداعية الإسلامي أن ما دعا إليه أوباما ضرب من الخيال ولا يمكن لأي دولة غيورة على قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضية فلسطين بالخصوص أن تذهب معه في هذا الطرح بتسليم أرض الأقصى المقدسة إلى إسرائيل أو تعترف بوجودها كدولة على أرض فلسطين. وتساءل وجدي غنيم كيف يفسر الرئيس ألأمريكي براك أوبوما ما يحدث في العراق وأفغانستان وعمليات التقتيل التي نراها يوميا في حق أطفال ونساء أبرياء، وقرارات محكمة العدل الدولية للقبض على "البشير" ومحاكمته، ولماذا سكت العالم عندما قتل بوش مليون طفل عراقي في 2003 ولم يصدر قرار لمحاكمته أو إعدامه؟ وهو الذي وصف بمجرم حرب، ثم يدّعون بأنهم دعاة سلام بدعوتهم إلى الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، في مقابل ذلك يقنعون العالم بأن المسلمين إرهابيون ومتعصبون لأنهم دافعوا عن القدس الشريف وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهذا ما يؤكد أن خطابات أوباما ستكون لها انعكاسات سلبية على العالم الإسلامي. وحذر غنيم العالم الإسلامي من الانسياق في مثل هذه الخطابات التي لا يلتزم أصحابها بوعودهم مثلما هو الشأن للوعود التي أطلقها أوباما بقرار غلقه معتقل "غوانتنامو" تاركا مصير مساجين دون محاكمة ودون تهمة، وقد استبشر المسلمون بهذه القرارات لكنها كانت حبرا على ورق ولم يجسدها أوباما منذ تنصيبه على رأس الولاياتالمتحدة، ثم يأتي ويطرح السلام على المسلمين واستطرد وجدي غنيم حديثه بالقول أن أوباما كافر ومرتد ويداه ملوثتان بدماء المسلمين. وأكد الداعية الإسلامي أن هذه الحركية هي نتاج الغزو الفكري الذي اثر على عقل الأمة العربية والشباب المسلم بالدرجة الأولى، موضحا أن أعداء الإسلام اليوم يحاربون الشباب من منطلق الشهوات عن طريق الإنترنت، مركزين على "الجنس" وكانت هذه التكنولوجية المناخ الملائم لإقدام الشباب على الخطيئة وممارسة الجنس بطريق غير شرعية، وأصبح الشباب مستهدفا، وما تقدمه القنوات الفضائية اليوم هو تحطيم له وللمرأة المسلمة لأنه يجعله يعزف عن الزواج. وانتقد الداعية وجدي غنيم الأمة العربية في إهمالها تطبيق أحكام الإسلام وعلى رأسها النظام المصري منذ أيام السادات الذي ذهب إلى وضع الحجر الأساس لمجمع الأديان معبرا بقوله أن الخطأ يعود إلى أناس أصبحوا يدعون بأنهم شيوخ وأصحاب فتوى، ويناقشون في قضايا النسل دون إسناد ديني ويقدمون أدلة بما تناسب وتخدم "النظام".