جدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس، تأكيده على ضرورة إجراء تقييم شامل حول التأثيرات السلبية التي خلفتها التجارب النووية التي أجراها الاستعمار الفرنسي في الجنوب الجزائري، مشيرا إلى أن القضية تتجاوز بكثير مسألة التعويضات المادية، وفي سياق آخر أكد مدلسي ثقة الجزائر في المبعوث الأممي للصحراء الغربية للتوصل إلى حل عقلاني ونهائي للنزاع القائم بالمنطقة. وصف مراد مدلسي العلاقات الجزائرية الفرنسية ب "القوية جدا"، مؤكدا على وجود إرادة حقيقية من البلدين لترقية التعاون الثنائي إلى مستوى أفضل، حيث اغتنم فرصة نزوله ضيفا على حصة "تحولات" الإذاعية للتأكيد على ضرورة توضيح الأمور المتعلقة بالذاكرة، من خلال توسيع وتأمين العلاقات الإستراتيجية بين الجزائر وفرنسا. وحول ملف التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إبان الحقبة الاستعمارية، أكد مدلسي أن القضية تتجاوز بكثير مسألة التعويضات المادية وأنها تتعلق بإجراء تقييم شامل حول التأثيرات السلبية على الإنسان والبيئة والمحيط، حيث أوضح أن المسؤولين الفرنسيين قد وافقوا على المقترح الجزائري القاضي بتقييم التأثير السلبي لما جرى في منطقة رقان واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الظروف. وفي حديثه عن العلاقات مع المغرب التي وصفها بالطيبة، أشار مدلسي إلى تبادل زيارات الوفود بين البلدين وحضور عدة شركات مغربية في المعرض الدولي الجزائري الأخير، مشددا على أهمية توفر عامل الانسجام في السياسات التجارية لبلدان المغرب العربي مع توضيح أسس ومبادئ المبادلات التجارية فيما بينها، غير أنه أوضح أن هذه العلاقات لا تعكرها سوى قضية الصحراء الغربية التي أكد بشأنها ثقة الجزائر في المبعوث الأممي إلى المنطقة والتي قال إنها تراهن على العقلانية والعلاقات بين مختلف الأطراف وكذا الشرعية الدولية للتوصل إلى حل عادل ونهائي لهذا النزاع. وفي الشق الخاص بالاتحاد من أجل المتوسط أوضح مدلسي أن الجزائر عضو في هذا الاتحاد والذي تعتبره بمثابة مبادرة قائمة على مشاريع واضحة، مضيفا بأن "موقفنا التحفظي جاء إثر العدوان الإسرائيلي على غزة"، حيث أوضح في هذا السياق أنه وفي انتظار توضيح المواقف من هذا العدوان فإن العمل مستمر على المستوى التقني بغية تحضير انطلاقة متجددة للإتحاد خلال السنة الجزائرية، مجددا موقف الجزائر في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، حيث أشار إلى أن القضية الفلسطينية مطروحة باستمرار على مستوى الجامعة العربية من أجل السعي لإيجاد حل لها.