مراد مدلسي يدعو إلى إعادة تقييم إتفاق الشراكة مع الإتحاد الاوروبي "علاقتنا مع فرنسا لا تتوقف على تعويض ضحايا التجارب النووية" شدد أمس، وزير الخارجية مراد مدلسي على أهمية "توضيح الامورالمتعلقة بالذاكرة" في علاقات الجزائربفرنسا، ، وألح على ضرورة "توسيع وتأمين العلاقات الإستراتيجية" بين البلدين، على أن ثمة فرص في الأشهر القادمة "على أعلى المستويات" لتكريس هذا المسعى. لم يبد مدلسي رضاه حيال "اكتفاء" باريس بتعويض ضحايا التجارب النووية برقان في الصحراء الجزائرية ردا على مشروع القانون الذي طرحته وزارة الدفاع الفرنسية خلال الأيام القليلة المقبلة ، وقال في حصة تحولات الإذاعية أمس، أن القضية "تتجاوز بكثير مسألة التعويضات المادية" وأنها تتعلق ب"تقييم شامل حول التأثيرات السلبية على الإنسان والبيئة والمحيط". وكشف مدلسي أن المسؤولين الفرنسيين قبلوا بمبدأ المقترح الجزائري القاضي بتقييم التأثير السلبي لما جرى في منطقة رقان واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الظروف مشيرا الى أن "العمل على هذا الملف يتطلب وقتا طويلا". وثمة لجنة مختلطة جزائرية فرنسية تقوم بتحضير ملف التعويضات بناء على ملفات طبية للضحايا ، على أن تدرس حالة بحالة، وحددت السلطات الفرنسية قائمة من 500 جزائري معني بالتعويض. على الصعيد الدبلوماسي ، أكد مدلسي أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية وهذا على ضوء أجندة المواعيد الإقليمية والدولية التي تنتظرها. ودعا إلى إعادة تقييد شراكة الجزائر مع الإتحاد الأوروبي، "بصفة جدية" من أجل إيجاد الطرق والوسائل التي "تسمح لنا بالتقدم أكثر فأكثر وتحقيق التعاون الذي نصبو إليه جميعا". وبدا وزير الخارجية الجزائري منزعجا من جعل الإتحاد الأوروبي ، الجزائر مجرد سوق لبضائعها ، مشددا أن الشراكة لا تكون إلا بإقامة استثمار حقيقي يسمح للجزائر بتنويع اقتصادها خارج المحروقات". وكشف بأن الاجتماع السنوي مع دول الإتحاد الأوروبي سيكون يوم 16 جوان القادم ويعتبر "فرصة لتقييم اتفاق الشراكة" بناء على "وثيقة مرجعية" من أجل "دفع عجلة التعاون" في ظل "احترام علاقات التوازن في المبادلات التجارية" بين الجانبين. كما أشار إلى انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بداية شهر جويلية المقبل بليبيا وفي الوقت الذي تقر فيه باريس بأن للجزائر تحفظات بشأن الإتحاد المتوسطي، أقر مدلسي ذلك ، وقال أن الجزائر عضو في هذا الاتحاد الذي تعتبره بمثابة "مبادرة قائمة على مشاريع واضحة" مضيفا بأن "موقفنا التحفظي جاء إثر العدوان الإسرائيلي على غزة". وأن الجزائر تنتظر توضيح المواقف من هذا العدوان فإن العمل مستمر على المستوى التقني بغية "تحضير انطلاقة متجددة للإتحاد خلال هذه السنة". ليلى/ع