وصف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس الأربعاء العلاقات الجزائرية-الفرنسية ب "القوية جدا" مؤكدا على وجود "إرادة حقيقية" لترقية التعاون بين البلدين إلى مستوى أفضل، حيث شدد على على أهمية "توضيح الامورالمتعلقة بالذاكرة" مع توسيع وتأمين العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر وفرنسا مؤكدا بأنه ستتاح فرص في الأشهر القادمة "على أعلى المستويات" لتكريس هذا المسعى. كما تطرق أيضا إلى التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إبان الحقبة الاستعمارية مشيرا إلى أن القضية "تتجاوز بكثير مسألة التعويضات المادية" وأنها تتعلق ب"تقييم شامل حول التأثيرات السلبية على الإنسان والبيئة والمحيط". وأوضح أن المسؤولين الفرنسيين قبلوا بمبدأ المقترح الجزائري القاضي بتقييم التأثير السلبي لما جرى في منطقة رقان واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الظروف مشيرا إلى أن "العمل على هذا الملف يتطلب وقتا طويلا". وبشأن العلاقات مع المغرب أكد الوزير أنها "طيبة" مستدلا على ذلك بتبادل زيارات الوفود بين البلدين وحضور عدة شركات مغربية في المعرض الدولي الجزائري الأخير مشددا على أهمية توفر "عامل الانسجام في السياسات التجارية لبلدان المغرب العربي وتوضيح أسس ومبادئ المبادلات التجارية فيما بينها". وبخصوص قضية الصحراء الغربية قال السيد مدلسي "أننا نضع ثقتنا التامة في المبعوث الأممي إلى المنطقة ونراهن على العقلانية والعلاقات بين مختلف الأطراف وكذا الشرعية الدولية للتوصل إلى حل عادل ونهائي لهذا النزاع".كما أكد وزير الشؤون الخارجية على أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للديبلوماسية الجزائرية وهذا على ضوء أجندة المواعيد الإقليمية والدولية التي تنتظرها. وأوضح مدلسي أن إستراتيجية الجزائر في مجال السياسة الخارجية "قد تم تحديدها بكل وضوح في برنامج رئيس الجمهورية وخطة عمل الحكومة للخماسي القادم" مشيرا الى أن هذه الإستراتيجية ترتكز على التنمية الشاملة وتأخذ بعين الاعتبار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الجزائري. وبخصوص اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي شدد الوزير على ضرورة تقييم هذه الشراكة "بصفة جدية" من أجل إيجاد الطرق والوسائل التي "تسمح لنا بالتقدم أكثر فأكثر وتحقيق التعاون الذي نصبو إليه جميعا.