أظهرت النتائج الرسمية شبه النهائية للانتخابات الرئاسية بإيران تحقيق الرئيس الحالي أحمدي نجاد فوزا كاسحا بحصوله على أكثر من 63% من الأصوات. وترافق الإعلان مع احتجاج أقرب منافسيه موسوي على ما وصفها ب"انتهاكات كثيرة وواضحة"، محذرا من أن ذلك قد يؤسس لحكم ديكتاتوري. وقال رئيس لجنة الانتخابات في مؤتمر صحفي أمس إن الرئيس نجاد (52 عاما) حصل على 21.8 مليون صوت أي ما نسبته 63.36% ب346 دائرة انتخابية من أصل 366، مقابل 12.7 مليون صوت بنسبة 34.7% لموسوي. وأشار كامران دانشجو إلى أن نسبة المشاركة بلغت نحو 80% من أصل المدعوين للعملية الانتخابية وعددهم 46.2 مليون مواطن. وتزامن هذا الإعلان الرسمي مع احتجاج موسوي وهو رئيس وزراء سابق، بشدة، على ما وصفها بانتهاكات كثيرة وواضحة جرت بتلك الانتخابات. وأكد المرشح الإصلاحي في بيان أنه لن يستسلم لهذه "التمثيلية الخطيرة" وحذر من أن مثل هذه النتائج والتصرف من بعض المسؤولين سيعرض أركان الجمهورية الإسلامية للخطر، وسيؤسس لحكم ديكتاتوري. وكان موسوي (67 عاما) استبق النتائج الرسمية الجزئية ليلة الجمعة إلى السبت، بدعوته لمؤتمر صحفي، أعلن فيه حدوث مخالفات من بينها نقص بطاقات الاقتراع. وقال "أنا الفائز المؤكد بهذه الانتخابات الرئاسية". وكان أنصار موسوي أعلنوا فوزه قبل إغلاق صناديق الاقتراع، مستبقين بذلك ما يعتقدون أنه محاولة للتزوير من طرف أنصار أحمدي نجاد. لكن أنصار نجاد يعتبرون هذه الاحتجاجات من قبل أنصار المنافس الأول لتبرير الخسارة الكبيرة التي مني بها، فيما أكدت الحكومة ولجنة الانتخابات سلاسة سير عملية الاقتراع. وتشهد شوارع العاصمة توترا مع توالي إعلان النتائج الرسمية، حيث انتشرت قوات مكافحة الشغب حول المباني الحكومية الحساسة وقرب مقر اللجنة الانتخابية. كما طوقت قوات الأمن مبنى الداخلية، يأتي ذلك بعدما نقل عن شهود اندلاع مواجهات بين الشرطة وأنصار موسوي في ميدان بطهران فجر أمس عقب ظهور نتائج أولية تظهر تقدم نجاد بفارق كبير. وتقول الشرطة إنها عززت الإجراءات الأمنية بشتى أنحاء العاصمة للحيلولة دون وقوع أعمال شغب، وحظرت جميع التجمعات لحين إعلان النتائج النهائية. وقبل وقت قصير من إغلاق أبواب اللجان الانتخابية أول أمس، أشار سكان بطهران إلى أنهم لم يتمكنوا من إجراء مكالمات هاتفية دولية كما انقطعت بعض خدمات الإنترنت. ولم ترد أي تقارير عن وقوع أعمال عنف أو مشاكل جدية بمراكز الاقتراع. لكن مساعدا بارزا لموسوي قال إن بعض المراكز بالمحافظات الشمالية الغربية والجنوبية نفدت فيها الأوراق الانتخابية، واتهم الحكومة بتعمد ذلك لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. وقبل ذلك قال المرشح الإصلاحي إن أنصاره منعوا من دخول مراكز اقتراع لمراقبة التصويت. واشترك مع مرشحين آخرين هما رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي والرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي، في مناشدة مرشد الجمهورية علي خامنئي التأكد من نزاهة الانتخابات. وخاض السباق الرئاسي -وهو العاشر منذ 1979- أربعة مرشحين أبرزهم نجاد وموسوي، إضافة إلى كروبي ورضائي الذي تشير تقديرات اللجنة الانتخابية إلى حلوله ثالثا. ويستمد أحمدي نجاد تأييده الأساسي من المناطق الريفية أو الأحياء الأكثر فقرا بالمدن الكبيرة، بينما يحظى موسوي بتأييد قوي بالمراكز الحضرية الأكثر ثراء.