كتبت إليّ رسالة إلكترونية مفعمة بالاحتجاج على أحد الموضوعات التي نشرتها في هذا العمود، وحتى يطّلع عليها جمهرة القرّاء، أنشرها كما جاءت والحكم لكم جميعا: "اسمح لي يا أستاذ يوسف شنيتي.. أنا من القارئات الوفيّات لعمودك هذا، وتعجبني أكثر الآراء والمواقف التي تتحدّث عليها، غير أني لاحظتُ أكثر من مرّة أنّ لك رأيا مخالفا بخصوص المرأة، وظهرت لي فيه متزمتّا جدا..أو على الأقل لك عقدة تجاه "حوّاء الخالدة" كما سمّاها الأديب الكبير محمود تيمور.. أرجو أن تعيد قراءة ما نشرت قبل أيام بعنوان "الخير امرا..والشرّ امرا.." أستاذ يوسف: الخير في المرأة والرجل على السواء، ولا يتعلّق بالجنس أبدا، ثم إن المثل الشعبي الذي اتخذته عنوانا لعمودك لا يعني أنه الأصلح إلاّ من زاوية التنبيه إلى خطورة مكانة المرأة (...) ثم ألا ترى معي أنك تتحامل كثيرا على المرأة بمناسبة وبغير مناسبة، وأراك تدّعي الاختلاف حتى تبرز أكثر بما تكتب وهذا ليس عيبا إلاّ أن تفتخر وتدّعي العصمة.. أرجو أن تفهم أنت وأمثالك بأنك لاشيء بدون المرأة، فأنتم تسبّلون عيونكم أمامها إذا عادت أو غادرت..وتحمّلونها الخطيئة الكبرى والفتنة الكبرى وكأن الرجل لا دور له في إفسادها وانحرافها.. ألا ترى بأن الفساد مسؤولية فردية وأن المسؤولية الجماعية مشتركة، فلماذا تحمّلون المرأة كل الذنوب والمفاسد؟ الرجل يخون، والرجل يفسق ويكذب ويسرق إلخ، ولكن عندما تخطيء المرأة، وهي بشر، تقوم الدنيا ولا تقعد.. أرجو يا أستاذ يوسف، أن تكفّ عن عُقدك، وأن تلتفت إلى موضوعات أخرى أهمّ وأنفع، ولا تعكّر مزاجنا نحن القرّاء والقارئات بالبكاء على وضعية المرأة وتدهور حالتها..فهي تعرف ما تفعل وتعرف كيف تحصل على حقوقها.. شكرا لك على كل حال من إحدى قارئاتك". سميرة.م من الأربعاء. "إذا حلف فيك راجل أتبات راقد، وإذا حلفت فيك امرا تبات قاعد"! مثل شعبي