كشفت مصادر أمنية أن معدل "الحراقة" الذين يتم توقيفهم شهريا يتراوح بين 20 إلى 30 "حراق" يحاولون العبور إلى الضفة الأخرى، وذلك على مستوى مختلف الولايات الساحلية خاصة منها السواحل الغربية، فيما يؤكد المتتبعون أن الظاهرة في تفاقم مستمر وأن الأرقام الرسمية لا تعكس الواقع بدليل أن عدد النساء اللواتي امتطين قوارب الموت خلال سنة 2008 وصل إلى 190 امرأة فما بالك بعدد الرجال . يؤكد المتتبعون لملف الهجرة غير الشرعية أو ما يعرف ب"الحراقة" أن الأرقام الرسمية لا تعكس واقع هذه الظاهرة التي تتفاقم بشكل مستمر لدرجة أنها أخذت أبعادا خطيرة، وبعد أن كانت تتم بشكل فردي أصبحت جماعية، ويتم يوميا توقيف عدد من الحراقة عبر مختلف السواحل خاصة منها الغربية، كما أن الظاهرة أصبحت تستهوي حتى الجنس اللطيف واللواتي وصل عددهن خلال سنة 2008 إلى 190 امرأة، بالإضافة إلى القصر، كما أن حديث الشباب في عدد من الأحياء الشعبية أضحى يدور أساسا على مختلف الأفكار الجديدة والطرق الناجعة التي اهتدى إليها أمثالهم من الذين تمكنوا من الوصول إلى الضفة الأخرى ولكن هذه المرة بعيدا عن أهوال البحر ومخاطر حوته، طريقة متعبة لكنها ناجعة، حيث يسافر هؤلاء إلى تركيا تحت غطاء "الكابة" وبمجرد أن تطأ أقدامهم هذا البلد يتخلون عن تجارتهم تاركين الجمل بما حمل، ويقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام ليصلوا إلى اليونان ومنها إلى أوروبا. فبعد أن كان الحراقة يتسللون إلى اليونان عن طريق القطار الذي يربط بين تركيا وأثينا، ولكن بعد أن تم الاعتماد على جواز السفر البيومتري، يحمل بيانات مشفرة يستحيل تزويرها بالإضافة إلى بصمة اليد أصبحت عملية الدخول صعبة أو شبه مستحيلة لذا اهتدى الحراقة إلى فكرة السير على الأقدام ليلا لدخول اليونان ثم أوروبا ليلا أيضا. وحسب المهتمين بملف الحراقة فإن ظاهرة تهريبهم أصبحت تجارة رائجة في تركيا حيث وجد فيها قدامى "الصنعة" ممن يعرفون جيدا كل شعاب تركيا ضالتهم، يتولون مهمة إرشاد الحراقة ومرافقتهم، بمقابل مادي، وعندما يصل إلى اليونان يبدأ رحلة الشقاء مرة أخرى والتي كثيرا ما تتطلب وقتا كثيرا للتسلل إلى إحدى البلدان الأوروبية. وقد سجلت مصالح الدرك الوطني عددا من القضايا المتعلقة بظاهرة الحراقة، ففي 10 جانفي من السنة الجارية تمكن حراس السواحل على مستوى شاطئ كناستل بوهران من توقيف 17 "حراقا" وكان هؤلاء قد غادروا شاطئ صبيات بعين تيموشنت في محاولة منهم للعبور بطريقة غير شرعية إلى اسبانيا على متن قارب مطاطي، وقد أقدمت فرقة الدرك الوطني ل "قديل" على تقديم هؤلاء بتهمة محاولة الهجرة غير الشرعية. وفي نفس اليوم تمكنت فرقة الدرك الوطني لسيدي عبد الرحمان بولاية الشلف بقرية بوصباع بلدية بن عبد الرحمان من حجز 10 بدلات إنقاذ 380 لتر من البنزين، مخزنة بمحلات في طور الإنجاز وكانت موجهة للاستعمال من طرف المرشحين للهجرة غير الشرعية. وبتاريخ 16 مارس الماضي تمكن حراس السواحل بوهران وعلى مستوى شاطئ مداغ بلدية عين كرمة 10 "حراقين" كانوا يحاولون العبور إلى اسبانيا على متن قارب، وقد تم تقديم هؤلاء من طرف فرقة الدرك الوطني بعين كرمة أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عين الترك، تم إيداع ثمانية منهم الحبس. وفي نفس الإطار وخلال سنة 2008 سجلت مصالح الدرك الوطني 63 قضية تم بموجبها توقيف 320 "حراقا" بولايات عنابة، وهران، عين تيموشنت، مستغانم، تلمسان، الشلف، الطارف، وبشار، فيما وصل عدد القضايا إلى 114 قضية خلال سنة 2007، وتوقيف ما لا يقل عن 1071 "حراق". وقد تمكنت المجموعة الإقليمية لحراس الشواطئ بوهران من توقيف 21 مهاجرا غير شرعي على بعد 12 ميلا شمال بوزجار بعين تيموشنت، كانوا يحاولون العبور إلى الضفة الأخرى. كما أنقذت فرقة حراس السواحل بعنابة يوم 10 ماي الماضي 18 مرشحا للهجرة غير الشرعية إلى الخارج وذلك على بعد 8 أميال شمال غرب رأس الحمراء بعنابة، وكان أفراد هذه المجموعة على متن قارب تقليدي، وقد مكثت في عرض البحر ليلتين متتاليتين بعد عطب أصاب قاربهم، واستغرقت عملية البحث عن هذه المجموعة ثماني ساعات كاملة.