عادت ظاهرة "الحرقة" مجددّا إلى الواجهة هذا الأسبوع بوهران حيث كشفت أمس مصادر موثوقة أنه تم إنقاذ 5 أشخاص من عرض البحر بمنطقة أرزيو من طرف طاقم باخرة جزائرية لنقل الغاز الطبيعي، فيما لا يزال البحث جاريا عن أربعة آخرين يعدّون من المفقودين. تم في ساعات مبكرة من نهار أمس إنقاذ 5 "حراقة" من عرض البحر بعيدا بعدة كيلومترات عن ساحل أرزيو، حيث لاحظ طاقم باخرة لنقل الغاز الطبيعي الأشخاص الخمسة وهم يصارعون أمواج البحر وكانت بادية عليهم علامات التعب والإرهاق، إذ تم انتشالهم على الفور وتحويلهم الى ميناء أرزيو حيث تم إخضاعهم للرعاية الطبية، ولم تكشف مصادرنا عن هوية "الحراقة" الخمسة، فيما أشار التحقيق الأولي معهم إلى وجود أربعة آخرين بعرض البحر لم يتم العثور عليهم بعد ولا يستبعد وفاتهم غرقا، في حين لا تزال مصالح حراس الشواطئ والحماية المدنية بالمنطقة مستنفرة قواتها في عملية البحث التي تم مباشرتها صباح أمس، ولم ترد أي معلومات إضافية عن الحادثة لكن أغلب الظن حسب ما ترجحه مصادر مقربة أن يكون "الحراقة" التسعة قد ركبوا البحر بداية الأسبوع ولم تفلح رحلتهم للوصول إلى الضفة الأخرى باسبانيا، إذ يحتمل أن يكون قد تحطم قاربهم أثناء الرحلة خصوصا بعد استياء حالة البحر خلال اليومين الماضيين، ومن المنتظر أن يكشف التحقيق مع "الحراقة" الخمسة عن تفاصيل أخرى حول هذه الرحلة الفاشلة، بينما سيحال الموقوفون على العدالة بتهمة الإبحار السري. رغم الإجراءات المشددة التي تبنتها مصالح حراس الشواطئ لمراقبة السواحل الغربية واستخدامها لوسائل متطورة بغية محاربة الهجرة السرية إلا أن معدلات "الحرقة" لا تزال مرتفعة، وساعدها على ذلك حلول موسم الصيف الذي تستقر خلاله حالة البحر بما يوفر ظروفا مناسبة للإبحار السري، وكانت آخر رحلة تم إحباطها بداية الشهر الجاري في نفس المنطقة أي أرزيو لخمسة مهاجرين سريين من ولايات مختلفة تم توقيفهم ساعات قليلة قبل إقلاعهم، كما تعد سواحل أرزيو وشواطئها غير المراقبة خصوصا نقاطا مفضلة تدبر منها عمليات التهجير الجماعي مقابل مبالغ مالية معتبرة عن كل فرد، ليبقى مصير هؤلاء على كف عفريت تتعادل فيه حظوظ النجاة كما احتمالات الموت غرقا. صالح فلاق شبرة