باشرت مصالح الأمن بالوادي تحقيقا معمقا في واحدة من أكبر عمليات النصب والاحتيال المثيرة للجدل بولاية الوادي لطبيعة الضحايا ومعظمهم ممن يعتقدون أنفسهم من علية القوم الذين يتقنون لغة التفاهم مع الأموال من مسيري شركات إنجاز طرقات كبرى مقاولة "زربيط" وشركة "الكرامة" وغيرهم من رجال مال وأعمال وحتى مواطنين عاديين وطماعين وبطل القصة محاسب مالي معتمد عمره 45 سنة بدأ ممارسة النشاط منذ سنة 2005. لم يتمكن عدد من التجار والمقاولين والمواطنين العاديين بمدينة الوادي من معرفة الطريقة المثلى التي تسمح لهم باسترداد أموالهم التي أودعوها لدى المحاسب "م.م" المعتمد بالوادي وحاسي مسعود من أجل استثمارها بطريقة يقولون أنها أصبحت مخالفة للقوانين والأعراف الوطنية والمحلية. واحتار التجار والمقاولون الذين تقدموا مرارا أمام مكتب المحاسب الواقع بوسط مدينة الوادي لسحب أموالهم ونسبة الفوائد المحصل عليها بعد انقضاء المدة المتفق عليها، في إمكانية تقديم شكوى لدى المصالح الأمنية والقضائية أو الاتفاق معه بالتراضي وبخاصة وأن أغلبهم لا يرتبط مع المحاسب بعقود واتفاقيات موثقة، بل تم الاتفاق بينهم شفويا بعد إغراء المحاسب لهم بحجم الفائدة الكبير. ويقول أغلبهم بأن المبلغ الإجمالي الذي أخذه المحاسب نقدا أو في شكل عقارات وتجهيزات منقولة يتجاوز ال 60 مليار سنتيم والتي وعدهم في أكثر من مرة بتسويتها، إلا أنه في الآونة الأخيرة أغلق هاتفه النقال واختفى عن الأنظار. ويؤكد أحد التجار الذي فقد 150 مليون سنتيم ل "صوت الأحرار" أن جماعة من التجار حلوا هذا الأسبوع من مدينة باتنة وقاموا بحجز "الفيلا" الضخمة التي يملكها المحاسب - الصورة مرفقة - بوسط مدينة الوادي بعد أن طلبوا منه تسديد مبلغ 6 ملايير نقدا، وهو نفس الإجراء الذي تم مع مقاولين آخرين الذين تمكنوا من الحصول على شقق وعقارات فلاحية للمحاسب المذكور بعد أن هددوه بعرض القضية أمام الجهات الأمنية والقضائية .أما البقية من الضحايا والذين يتجاوز عددهم ال 90 شخصا فإنهم لم يجدوا شيئا مما يسمح لهم بإعادة جزء من أموالهم المودعة على شكل حصص استثمارية، الأمر الذي نزل عليهم كالصاعقة وأدركوا أنهم كانوا ضحية عملية نصب واحتيال دون أن تكون لديهم الأدلة الكافية والقانونية لوضع هذا الملف أمام العدالة. ويكشف مقاول بمدينة قمار أنه قد أجر منذ أكثر من 3 أشهر جارفته لهذا المحاسب لتشغيلها بمدينة حاسي مسعود، إلا أنه اكتشف في الأخير أن جارفته مرهونة لدى شركة خاصة بالوادي بعد أن عجز المحاسب على تسديد مبلغ 900 مليون سنتيم لهذه الشركة المختصة في التبليط. ويروي آخرون قصصا مثيرة حول هذا المحاسب الشاب الذي استطاع أن يجمع أكثر من 60 مليار من جيوب التجار والمقاولين والطماعين ثم يختفي فجأة دون أن يظهر عليه أي أثر، وبحسب مصادر محلية فإن عددا من الضحايا قد قرروا هذا السبت إيداع شكوى عاجلة لدى مصالح الأمن بالوادي للتحقيق المعمق في هذه القضية المثيرة، والتي من المحتمل جدا أن تكشف عن ضحايا وصور أخرى أكثر هلعا وفزعا وغرابة. وبحسب مصادر محلية فإن تصرفات هذا المحاسب كانت مثيرة للجدل منذ سنتين أو ثلاث حيث كان يقتني العقار بأغلى الأثمان إلى درجة أن العديد شكك في كونه صورة لأحد كبار مبيضي الأموال ويبيع العقارات التي يشتريها بأبخس الأسعار وكذا يشتري السيارات بأسعار غالية ويبيعها بأسعار زهيدة كما يبيع السيارات دون دفعات مسبقة. الأكيد أن ملف هذه القضية قيد التحقيق سيكشف المزيد من الفضائح والتفاصيل في قصة رجل جمع المال بأسهل وأسرع الطرق من جيوب المواطنين وبرضاهم.