في نشاط ختامي ،أقام قسم الماجستير ،شعبة الدراسات الأدبية بالجامعة المركزية ،الورشة النقدية السابعة التي تناولت بالدراسة هذا العام ،أعمال الروائي الكبير "واسيني الأعرج"، وقد كان هذا اللقاء فرصة أمام واسيني للإجابة عن أسئلة الحضور حول تجربته الإبداعية ، وفي هذا الصدد أبرز الأعرج أن فكرة تحقيق حلم فيلم الأمير عبد القادر أصبحت مستبعدة بالنظر إلى مجموعة من المعطيات. الورشة الدورية التي دأب القسم على إقامتها كل نهاية موسم،سبق وأن تناولت أعمال :" محمد برادة،ابن سالم حميش،بشير خريف،أمل مختار،إبراهيم الكوني،مرزاق بقطاش،الطاهر وطار.."كما كرمت "زهور ونيسي". تناول الكلمة في بداية الجلسة الدكتور "علي ملاحي" رئيس الشعبة الأدبية مرحبا بالروائي الجزائري "واسيني الأعرج" والحضور الكريم، مهنئا الطلبة على تشرفهم بقامة روائية عربية ، شرف "الجزائر"، وأبرز مكانتها الإبداعية، داعيا الحضور إلى الاستفادة من مثل هذه الوقفات التي قد لا تتكرر دائما،وفي كلمته الافتتاحية ،بيَّن الدكتور "عبد الحق بلعابد " أهمية النشاط ،معرجا على المحتفى بهم في الدورات السابقة، مركزا على نشر أعمال الورشة على نطاق واسع،وتوثيقها لتكون مرجعا للباحثين ، منوها بحضور الروائي والأستاذ "واسيني الأعرج"، ومثمنا للجهود التي بذلها معه الدكتور "أحمد منور" في سبيل إنجاح هذا النشاط ،مهنئا الطلبة على جهودهم المستمرة والمقتدرة في التعامل مع محاور الورشة،وحضر أشغال الجلسة كاملة الأساتذة :"أحمد منور، محمد ساري،ابن يوسف جديد ،علي ملاحي إضافة إلى الضيوف الذين قدموا حتى من المدن الداخلية ،طلبة ومبدعين بالخصوص كالشاعر والروائي "أحمد عبد الكريم"، والقاص "غراب المسعود". حفلت تدخلات المشاركين من طلبة القسم بمجموعة من المداخلات التي تناولت المتن السردي للروائي والتحولات التي يشهدها ، وفق محاور محددة من ضمنها : خطاب العتبات، الرواية والتاريخ، الأنا والآخر، الرواية والمدينة،وكيف تبرز خصوصيات كل محور في أعمال "واسيني الأعرج" وقوفا عند حالات مفصلية في مسار الرجل ومنجزه السردي المتفرد، فكانت بذلك الجلسة مفتوحة على نقاشات واسعة أدارها وأشرف على توجيهها الدكتور "عبد الحق بلعابد" ،وقفت على محطات حياتية وأدبية وحتى خصوصية شغلت الحاضرين أساتذة وطلبة،وكان الحيز الأكبر فيها متعلقا برواية "كتاب الأمير" التي أخذت هامشا مهما في النقاش الدائر،حيث أضاء الروائي بعضا من جوانبها ،وعرج على كثير من القضايا الراهنة التي تشغل المشهد الأدبي والروائي خصوصا. وفي خضم المناقشات ،أجاب الدكتور "واسيني الأعرج" على كثير مكن الأسئلة المطروحة من قبل الطلبة على كثرتها، كاشفا بذلك عن جوانب حياتية في مسيرته التي كان للصدفة فيها الحظ الأكبر، وبكل تواضع كشف حتى عن حميمياته وبداياته كشاعر كتب نصوصا في امرأة أحبها كأي شاب في مقتبل العمر،ليقول بأن الشعر مرتبط بالبراءة عكس الرواية التي تكشف وتتقصى بشكل غير بريئ نظرا لخصوصيتها المرتبطة بعوامل ظهورها كجنس أدبي يصعب تحديده. بعد ذلك ،تناول الدكتور "أحمد منور" الكلمة مثنيا على أعمال الورشة التي يقول أنها أجابت على كثير من الأسئلة التي تشغله،مثمنا في الوقت نفسه المبادرة وجهود الدكتور "عبد الحق بلعابد" الذي كان ينسق معه لإخراجها في حلة تليق بالروائي المحتفى به،في الأخير،أجمع الحضور على ضرورة تفعيل وتثمين أعمال الورشة،والعمل على نشر فعالياتها خدمة للنص وللباحث،واحتفاء بالمتن الأدبي بوصفه موروثا إنسانيا مشتركا ينبغي نشره والمحافظة عليه، ليأخذ الحضور صورة تذكارية جماعية..على أمل اللقاء في الموسم القادم ضمن ورشة أخرى.