"واسيني الأعرج: شعرية السرد الروائي" دراسة نقدية للباحث جمال فوغالي تتعمق في محتوى رواية "رمل الماية" للروائي واسيني الأعرج، وهي قراءة مختلفة عن الأبعاد الإبداعية والمعرفية والسردية في الرواية. من إصدارات الجزائر عاصمة الثقافة العربية تعرض الكاتب والدارس جمال فوغالي إلى الروائي الجزائري واسيني الأعرج في دراسة بعنوان "واسيني الأعرج: شعرية السرد الروائي"، وأرجع الدارس من خلال مقدمة الكتاب اهتمامه بالروائي واسيني الأعرج إلى رقي أدبه، خاصة في عمله الأخير والمعنون ب"رمل الماية" والذي ارتقى إلى قمة الإبداع شكلا ومضمونا. ويصف الباحث جمال فوغالي شكل الرواية بأنها استعادة واعية، معرفية للتراث السردي العربي لأنها حسب نفس المتحدث قامت على نص الرواية الشهيرة "ألف ليلة وليلة"، فيما اعتبر جمال فوغالي المضمون حداثيا لغة وسردا وزمنا حتى إنه اعتبرها رواية شعرية تستحق الإشادة. كما يعود اهتمام الدارس بالروائي واسيني الأعرج إلى كون هذا الأخير من الروائيين الجزائريين المبدعين القلائل الذين نجحوا في اختراق حدود الوطن والعالم العربي من خلال تميز إبداعهم الأدبي. كما تأسف الدارس كون إنتاج الروائي كبير جدا ومتصاعد المستوى إلا أن الدراسات النقدية بقيت محدودة حدود التعريف أو القراءات السريعة، ولم تصل إلى مستوى القراءة النقدية الجادة الكفيلة بجعله يتموقع ضمن الإنتاج الروائي العربي الجديد. حاول جمال فوغالي من خلال هذه الدراسة أن يستنطق النص إبداعيا ليتوصل إلى بناء نص ثان بمستوى إبداع الأول، لكنه يظل مرتبطا به، ليتكلم بلغة واصفة تصل إلى مستوى لغة النص الإبداعي. قسم الباحث دراسته إلى مدخل تمهيدي وأربعة فصول وخاتمة، حيث يحاول في البداية تقديم قراءة عميقة للرواية تغوص في متنها لغة وسردا وشخوصا وزمنا، بناءا وتشكيلا وفضاءا، الهدف منها كما حملته مقدمة الدراسة هو تبيان أن رواية "رمل الماية"، رواية حداثية مكتنزة وملئ معرفة جمالية. أما الفصل الأول والمعنون ب"أعوان السرد" فيتحدث فيه عن السارد في المتن الحكائي وأعوان السرد المؤثرين والقائمين بفعل السرد. الفصل الثاني والمعنون ب"وجهة النظر" أو التبئير فقد تحدث عنه الدارس نظريا ليقوم بتطبيقه على أعوان السرد في الرواية. الفصل الثالث "شعرية التناص" تطرق فيه إلى انفتاحية النص على نصوص أخرى أما الفصل الرابع فكان بعنوان "في شعرية التناص" فالخاتمة.