أكد الروائي واسيني الأعرج في تصريح خص به'' الحوار'' أهمية توطيد العلاقة بين الأدب والمسرح، مستغربا افتقار الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف للنصوص الجزائرية، واقتصار الأعمال المسرحية على الاقتباس من النصوص العالمية. ذكّر الأعرج بغنى الطبعة السابقة من المهرجان بالأعمال الجزائرية على غرار مسرحية ''مزغنة 95'' المقتبسة عن رواية ''حارسة الظلال'' للكاتب المتحدث، ومسرحية ''نون'' المقتبسة عن أعمال حميدة العياشي، ومسرحية مسرى للكاتب الجزائري محمد حمداوي. وأكد الأعرج على وجود نصوص عالمية جيدة يمكن تكييفها مع البيئة الجزائرية، لتتناسب وطبيعة المسرح الجزائري. وفي ذات السياق تحدث الأعرج عن آخر عمل روائي له ''البيت الأندلسي'' الذي سيصدر عن دار الآداب بيروت شهر سبتمبر أو أكتوبر القادم، وقال المتحدث إن هذه الرواية تتطرق إلى موضوع التعامل مع الحداثة في استيعاب المظهر وتغييب الجوهر، من خلال قصة بيت أندلسي قديم موجود في الجزائر وهو بيت مهمل، وينطلق العمل الأدبي من ميلاد فكرة بنائه من قبل رجل مورسكي جاء من الأندلس واستقر في العاصمة، فقدمه هدية للمرأة التي يحبها، ثم إلى الاستيلاء عليه من قبل الأتراك وتدميره ثم تشويه الفرنسيين له، وصولا الى فترة ما بعد الاستقلال حيث جاءت فكرة تهديمه لبناء برج عال من مائة طابق يطلق عليه ''برج الأندلسي''، وهوما يؤثر على الجوهر الحقيقي للبيت القديم الذي كان شاهدا على كل الحقب التاريخية بالجزائر. وكان لقاؤنا بالروائي واسيني الأعرج فرصة لمعرفة رأيه حول فيلم ''خارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب الذي شارك به مؤخرا في مهرجان كان السينمائي، حيث أعرب المتحدث عن إعجابه الشديد بموضوع الفيلم وطريقة إخراجه. وأشار لعرج إلى أهمية الفيلم التي تكمن حسبه في كشفه لجانبين أساسين من التاريخ الفرنسي والجزائري، جانبان كانا مجهولين من قبل الفرنسيين والجزائريين. واعتبر الأعرج أن ما أثاره الفيلم من نقاش وجدل هودليل على نجاح العمل السينمائي في التطرق إلى ما كان مسكوتا عنه طوال عقود من الزمن. وللإشارة يعكف الكاتب المسرحي مراد سنوسي على تحويل روايتي ''سيدة المقام'' و''أنثى السراب'' للروائي واسيني الأعرج إلى عمل مسرحي يعرض في ديسمبر من هذا العام بالمسرح الجهوي وهران.