رجح تقرير إستراتيجي عربي عدم إقدام إسرائيل في المرحلة الحالية على توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، مفضلة انتظار نتائج الحوار الأمريكي مع طهران. وقال التقرير الذي أعده مركز الزيتونة للدراسات في بيروت إنه ظهرت ثلاثة مستويات في إسرائيل حول التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، أولها يتبنى مقولة "إيران أولا" ويرى ضرورة الاستعداد للخيار العسكري لشن هجوم في أي لحظة مناسبة، على اعتبار أن طهران ستتمكن مع نهاية العام من امتلاك القنبلة النووية. وقد عبر عن هذا التوجه عدد من القادة السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي. ويرى المستوى الثاني –حسب التقرير- أن إسرائيل غير قادرة وحدها على مواجهة التهديد النووي الإيراني، ويحذر من "خطر الإحساس الهائل بالغرور الذي تعرقله حقائق عدم تحقيق الانتصار المقنع في الحروب: حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحربي لبنان الأولى والثانية". أما المستوى الثالث فيمكن ملاحظته في موقف رئيس الدولة شمعون بيريز الذي قال للمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يوم 17 أفريل الماضي إنه لا نية لجيشه بمهاجمة إيران، وإن من الواجب خلق تعاون دولي واسع في المسألة الإيرانية، وإن كل الأحاديث عن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران ليست صحيحة، فالحل في إيران ليس عسكرياً. ويعتبر التقرير أنه "ليس هناك خلاف في توصيف الخطر الإيراني على إسرائيل، بل يقع الاختلاف والتباين حول أولويات التعامل مع هذا الخطر"، كما يرى أن هناك خشية لدى تل أبيب مما تعتبره "مرورا للوقت"، أي أن يتيح التفاوض الأمريكي الإيراني إذا طال أمده حصول إيران على القنبلة النووية. أما بالنسبة للموقف الأمريكي فيرى التقرير أنه حاسم تجاه رفض ضرب إيران في هذه المرحلة، ووضع أولوية التوصل إلى اتفاق فلسطيني إسرائيلي وفق حل الدولتين يسمح بتشكيل جبهة عربية أمريكية ضد طهران. ويخلص التقرير إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على المضي في خيار توجيه ضربة خاطفة لإيران بسبب حزم الرئيس الأمريكي وعدم الإجماع الإسرائيلي على ذلك، والخشية من رد الفعل الإيراني في ظل استعداد طهران على المستوى العسكري وفي ضوء المواقف الإسرائيلية والأمريكية، وضع التقرير سيناريوهين مختلفين لسلوك إسرائيل المستقبلي تجاه نووي إيران: الأول يتلخص في توجيه إسرائيل ضربة خاطفة لإيران "تقلب الأمور رأساً على عقب وترغم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الوقوف إلى جانب إسرائيل وعلى التراجع ليس فقط عن فكرة الحوار مع إيران، بل والتوقف عن ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لقبول حل الدولتين.. كما ستتراجع التوجهات الغربية للحوار مع حركة حماس". أما السيناريو الثاني فيتلخص في انتظار إسرائيل نتائج حوار إيران مع الولاياتالمتحدة حتى لا تجازف بإغضاب إدارة الرئيس باراك أوباما، ولكن التقرير يرى أن إسرائيل قد تلجأ في هذه الحالة إلى رفض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين والسوريين، "ومن المحتمل أن تعمد في هذه الفترة إلى الاغتيالات، ورفض مشاركة حماس في أي حكومة، ورفض التفاوض مع حكومة فيها حماس". ويخلص التقرير إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على المضي في السيناريو الأول بسبب حزم الرئيس الأمريكي وعدم الإجماع الإسرائيلي عليه، والخشية من رد الفعل الإيراني في ظل استعداد طهران على المستوى العسكري، ولذلك فإنه يرجح أن تنتظر الحكومة الإسرائيلية قبل أن تفكر في شن هجوم على إيران.