زاوجت ايران امس بين موقفين متعارضين رفع الاول العصا في وجه الولاياتالمتحدة ومعها اسرائيل في تعاملها معها على خلفية القبضة حول برنامجها النووي ولكنها رفعت باليد الاخرى الجزرة لتأكيد نواياها السلمية واستعدادها الدخول في مفاوضات جادة لانهاء هذه المعضلة. ووجهت السلطات الايرانية امس تحذيرات جديدة باتجاه الولاياتالمتحدة اكدت من خلالها انها ستضرب 32 قاعدة عسكرية امريكية بالاضافة الى العمق الاسرائيلي في حال تعرضت اراضيها لاي هجوم عسكري امريكي. وحذر مسؤول عسكري ايراني في هذا الاطار الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل من مخاطر توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده. وقال مجتبى زول نور مستشار مرشد الثورة الايرانية علي خاميناي انه في حال قامت هاتان الدولتان بإطلاق صواريخ ضد بلدنا فإن قواتنا ستضرب قلب اسرائيل و32 قاعدة عسكرية امريكية في المنطقة قبل ان تسقط تلك الصواريخ على الارض الايرانية. وجاءت تصريحات زول نور ساعات بعد أن اكدت طهران استبعادها قيام الولاياتالمتحدة او اسرائيل بأي هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية واعتبرت كل تصرف في هذا الاتجاه بالعمل الجنوني الذي سيكون مآله الفشل. وقال غلام حسين الهام الناطق باسم الحكومة الايرانية من جهته امس ان كل عدوان او عمل عسكري ضد ايران يعتبر حماقة ستكون لها انعكاسات سلبية عل كل العالم". واضاف أن موقف بلاده بخصوص إجراء حوار مع الدول المعنية بالملف النووي الايراني لم يتغير وأنها مستعدة لاجراء مباحثات على ان تكون في ظروف عادلة. وقال الهام في رد على موقف قمة مجموعة الثماني بجزيرة هوكايدو اليابانية الاسبوع الماضي "أن موقف طهران واضح ولم يتغير ونجدد بأننا على استعداد لإجراء مباحثات على ان تكون في ظروف عادلة". واكد المسؤول الايراني ان بلاده ترفض رفضا قاطعا إملاءات الآخرين وأن قبول الطرف الآخر بإجراء مباحثات مع طهران خطوة في المسار العقلاني والصحيح" . وما انفكت القبضة بين ايرانوالولاياتالمتحدة تشتد على خلفية رسائل التحذير المتبادلة بين عاصمتي البلدين وبناء على المواقف الايرانية الرافضة لكل فكرة للتخلي عن برنامجها النووي في مقابل اصرار واشنطن على ذلك. وعرفت حدة التوتر بين الطرفين تصعيدا اضافيا الاسبوع الماضي بعد اقدام ايران على اطلاقا صواريخ استراتيجية واخرى تكتيكة بإمكانها ضرب العمق الاسرائيلي في مناورات عسكرية للتأكد من جاهزية القوات الايرانية تحسبا لاي هجوم عسكري امريكي وايضا في اطار الحرب النفسية وسياسة الردع التي انتهجها كل طرف لتخويف الآخر. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي محذرا واشنطن وادارة الاحتلال الاسرائيلي من أي مخاطرة بضرب بلاده وقال "ان الرد الايراني سيكون صارما ومدمرا". ولكنه شدد التلميح الى ان الولاياتالمتحدة واسرائيل غير قادرتين في الظروف الراهنة من الاقدام على عمل عسكري من هذا الحجم والتورط في أزمة أخرى "تلميحا الى المأزق العراقي الذي تسعى ايران استغلاله كورقة استراتيجية في تعاملها مع الولاياتالمتحدة" .