ألح أمس الأستاذ مزيان مريان المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ( سناباست ) مع " صوت الأحرار " على ضرورة إحداث منحة تكميلية خاصة بالأساتذة، تحدد الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها، وتبقيهم فيها رغم تقلبات وتائر المضاربات والتضخم في البلاد، وهو الأمر الذي اقترحته نقابته على وزير التربية أول أمس، وينتظر أن يطرح هذا المقترح للنقاش والتأكيد عليه في الجامعة الصيفية التي ستعقد لمدة أسبوع في جيجل، بداية من 27 جويلية المقبل، إلى جانب قضايا أخرى هامة، استعدادا للمؤتمر الوطني، المقرر عقده في نهاية السنة الجارية. أكد أمس الأستاذ مزيان مريان المنسق الوطني لنقابة " سناباست " أن نقابته أعدت مقترحات هامة، تهم أساتذة التعليم الثانوي والتقني، قدمها في الاجتماع الذي عقده وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد مع نقابات القطاع أول أمس بمقر الوزارة، من أبرزها أن طالبت وألحت في المطالبة بأن يطبق ما جاءت به شبكة الأجور الجديدة بأثر رجعي، بداية من جانفي 2008 ، تاريخ الشروع في تطبيق هذه الأخيرة، ويعني بذلك تحديدا منحة المردودية، التي يطالب بأن تطبق بأثر رجعي، وأن تدفع حصصها المالية بداية من هذا التاريخ، وأن لا تحسب على أساس الأجر القاعدي القديم، بل على أساس الأجر القاعدي الجديد. وأوضح مزيان مريان أن نقابته اقترحت أيضا أمرا هاما بالنسبة للأساتذة، ويتمثل في إحداث منحة تكميلية، يحافظ بموجبها الأستاذ على وضعه الاجتماعي، مهما كانت تقلبات التضخم في البلاد، وهذه المنحة هي مثلما قال مزيان منحة تناسبية، وغير ثابتة في درجة محددة ، بل هي متغيرة بشكل إيجابي، تفي بالحق الاجتماعي الكامل للأستاذ، وتحافظ له على قدرته الشرائية. وزادت نقابة " كناباست " في التأكيد على هذه النقطة، حين اقترحت أن تحدد بدقة الطبقة الاجتماعية التي يوضع فيها الأستاذ، وأن لا ينزل عنها، وأن توضع ميكانيزمات محددة للحفاظ على المستوى الاجتماعي لهذه الطبقة. وتعميقا لهذا الطرح قال مزيان : يجب أن تكون سياسة الأجور مبنية على تعريف الطبقة الاجتماعية، مثلما كان الحال مع نواب البرلمان. ولتوضيح المواقف أكثر قال مزيان : أن المعركة النقابية القادمة ستكون حول هذا الأمر، وقد طلبنا أن يكون الباب مفتوحا للجنة الوطنية المنصبة بشأن نظام التعويضات، لأن الموظفين والأساتذة ظلوا ومازالوا ينتظرون هذا النظام التعويضي منذ سنة 2007. ومثلما أوضح مزيان مريان، فإن نقابة " سناباست " سوف تنظم جامعتها الصيفية بجيجل، وتستغرق مدة أسبوع، بداية من يوم 27 جويلية المقبل، وستحدد محاورها وجدول أعمالها لاحقا، وبطبيعة الحال ومثلما جرت العادة سوف تشكل ورشات عمل، تتولى التحضير للمؤتمر الوطني، الذي سينقد في نهاية السنة الجارية. وحتى وإن لم يحدد حتى الآن جدول أعمال الجامعة الصيفية ومحاورها، فإن النقاشات التي ستجري داخل قاعة الجامعة وكواليسها لن تكون بعيدة عن التفكير في السبل الكفيلة بإعطاء دفع قوي للتمثيل النقابي ل " سناباست " عبر الوطن، ولاشك أن الحضور سوف يخرجون بتوصيات تفيد بتوسيع دائرة الانخراطات في صفوف هذه النقابة، وتشكيل الفروع النقابية عبر كل الولايات، والمؤسسات التربوية الثانوية والتقنية، وهذه التوصيات نفسها ستحال على المؤتمر المنتظر. ضف إلى ذلك المداخلات والنقاشات التي ستحتضنها الجامعة الصيفية بخصوص نقاط الضعف، التي تضمنتها شبكة الأجور الجديدة، والقانون الأساسي الخاص، ونظام التعويضات، الذي بادرت وزارة التربية الوطنية بفتح النقاش حوله، ورسمت إشراك نقابات القطاع في ذلك، عبر اللجنة الوطنية التي شكلتها خصيصا لذلك أول أمس، إلى جانب ظروف المهنة الأخرى، التي يرون فيها بوضعها الحالي أنها غير مرضية، وتحتاج إلى كثير من الجهد الإضافي، من أجل تحسين الوضع المادي والاجتماعي والمهني للأستاذ. وينتظر أن تحوصل كل هذه الأمور، وأن تصاغ في صورة توصيات بالجامعة الصيفية، وستحال على المؤتمر، الذي سيتولى بدوره صياغتها وحوصلتها من جديد في نهاية السنة الجارية.