ندد كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي علي لاريجاني بالصمت الدولي تجاه محاولات إسرائيل تهويد القدس وتجريدها من هويتها العربية الإسلامية، حيث اعتبر زياري ما يحدث في المدينة المقدسة جريمة كبرى في حق الإرث الإنساني، وأن هذا الصراع سيكون أكبر تهديد للأمن والسلم العالميين، أما لاريجاني فقد اعتبر أن الكلام المعسول للقوى الدولية لم يأت بأية نتيجة. افتتحت أمس، أشغال الاجتماع ال21 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي بحضور تسع دول من بين عشرة أعضاء، وقد أشرف على هذا الاجتماع كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي علي لاريجاني. وخلال الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، أوضح عبد العزيز زياري أن الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى نتيجة المخاطر والوضع مجهول العواقب الذي أصبح يترصد الأمة الإسلامية بكاملها، وعليه دعا إلى ضرورة التكفل بالصراع في منطقة الشرق الأوسط. ولفت رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى التغير الذي يحوم حول الهوية العربية- الإسلامية للقدس بسبب النوايا المعلنة من للكيان الصهيوني الذي سرع من وتيرة التغيير، معتبرا أن ما يحدث جريمة كبرى في حق الإرث الإنساني، وهو الوضع الذي يستدعي تحركات عاجلة من طرف الجميع حيث أن استمرار وتأزم الصراع الذي يشوب المنطقة سيشكل لاحقا أكبر تهديد للأمن والسلم العالميين، وانتقد زياري بشدة سكوت الدول الغربية تجاه إعلان إسرائيل نيتها تجسيد يهودية فلسطين، معتبرا أن هذا الموقف قد قضى على مصداقية هذه الأطراف التي تعتبر نفسها في حالات أخرى أكبر مدافع عن حقوق الإنسان والوصية على الضمير العالمي. وفي نفس السياق، اعتبر زياري أن هذا اللقاء يأتي قي ظرف دولي جد متميز وفي نفس الوقت مثقل بالمخاطر ومفتوح على المجهول بالنسبة للأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن المهمة الأولى لمنظمة المؤتمر الإسلامي تكمن أساسا في صيانة الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف. من جهته، ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي علي لاريجاني بالصمت الدولي أمام كل ما يحدث في حق الشعب الفلسطيني من قمع يومي متعدد الأبعاد، قائلا: "الكلام المعسول للقوى الدولية لم يأت بأية نتيجة، حيث نبقى نستمع إلى الأحاديث الرنانة حول تقارب دول الغرب مع الدول الإسلامية في حين أنها تبقى مجرد شعارات خالية من الروح". ولم يغفل لاريجاني الحديث عن ما يجري في كل من أفغانستان وباكستان، منتقدا السياسات التخريبية في المنطقة، كما أشار من جهة أخرى إلى أن تواجد قوات الحلف الأطلسي بأفغانسان لم يؤد إلا لزيادة حجم المتاجرة بالمخدرات، كما أشاد في المقابل بالتجربة العراقية التي أثبتت أن تحقيق الإصلاح لا يأتي إلا من خلال القوة الفاعلة للشعب نفسه" داعيا الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى "ترك سياساتها التدخلية واحترام حقوق الشعوب. وعلى صعيد آخر، دافع لاريجاني عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة تجربة جادة وديمقراطية زاد من تعزيزها النقاش العميق والحاد بين مختلف التيارات السياسية المشاركة، حيث أضفى التنافس السياسي الذي ميزها بعدا قويا وفاعلا على هذا الاستحقاق التاريخي. وعن أعمال الشغب التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات نفى لاريجاني أن يكون مصدرها الشعب، مؤكدا أنها نتاج عمل بعض الفرق التي تخصصت في إحداث الاضطرابات في هذا النوع من المواعيد الحاسمة، كما ندد خلال حديث مقتضب جمعه بالأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بسياسات التضليل الممارسة من طرف وسائل الإعلام الغربي التي حرصت على إعطاء لون قاتم للوضع في إيران، إلى جانب تصريحات بعض الدول التي تدعم إسرائيل منذ 60 سنة والتي تصنف حركات المقاومة في كل من فلسطين ولبنان ضمن المنظمات الإرهابية. أما الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي محمد أرول قليج فقد تطرق إلى أهمية اجتماع الجزائر الذي يمثل حلقة هامة من حلقات التحضير لاجتماع مؤتمر الاتحاد السادس المقرر عقده بالعاصمة الأوغندية كمبالا شهر جانفي المقبل، وستستمر أشغال هذا الاجتماع الذي يدوم يومين في جلسات مغلقة على أن تتوج أمسية اليوم بإعلان الجزائر.