أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري اليوم الأحد بالجزائر العاصمة على أن الهوية العربية الاسلامية للقدس الشريف أضحت مهددة أكثر من أي وقت مضى نتيجة المخاطر و الوضع مجهول العواقب الذي أصبح يترصد الأمة الاسلامية، و في تدخله خلال افتتاح أشغال الاجتماع ال21 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي شدد السيد زياري على ضرورة التكفل بالصراع في منطقة الشرق الأوسط و الذي أصبح يشكل "أولوية قصوى" حيث باتت الهوية العربية الاسلامية للقدس "مهددة أكثر من اي وقت مضى" نتيجة المخاطر و المجهول المترصد بالأمة الاسلامية"، كما دق ناقوس الخطر للتغير الوشيك الذي بات يحوم حول الهوية العربية-الاسلامية للقدس "بسبب النوايا المعلنة من طرف الكيان الصهيوني" الذي لجأ الى التسريع من وتيرة التغيير هاته خلال السنوات الأخيرة. و اعتبر السيد زياري ما يحدث في حق المدينة المقدسة "جريمة كبرى في حق الارث الانساني أجمع" و هو الوضع الذي يستدعي- كما أضاف- تحركات عاجلة من طرف الجميع حيث أن استمرار و تأزم الصراع الذي يشوب المنطقة "سيشكل لاحقا أكبر تهديد للأمن و السلم العالميين". و توقف السيد زياري عند السكوت الذي لازم الدول الغربية تجاه اعلان اسرائيل نيتها في تجسيد يهودية فلسطين و هو الموقف الذي قضى على مصداقية هذه الأطراف التي تعتبر نفسها في حالات أخرى أكبر مدافع عن حقوق الانسان والوصية على الضمير العالمي. و في ذات المنحى ذهب رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني و رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الاسلامي السيد علي لاريجاني الذي ندد بالصمت الدولي أمام كل ما يحدث في حق الشعب الفلسطيني من قمع يومي متعدد الأبعاد و قال في هذا الصدد أن "الكلام المعسول للقوى الدولية لم يأت بأية نتيجة حيث نبقى نستمع الى الأحاديث الرنانة حول تقارب دول الغرب مع الدول الاسلامية في حين أنها تبقى مجرد شعارات خالية من الروح". و عرج السيد لاريجاني على ما يحدث في كل من أفغانستان و باكستان اللتان تشهدان "سياسات تخريبية" أدت الى تدهور وضعيهما مشيرا الى أن "تواجد قوات الحلف الأطلسي بأفغانسان منذ 2001 لم يؤد الا لزيادة حجم المتاجرة بالمخدرات التي ارتفعت بأربع مرات منذ ذاك التاريخ"، و أشاد في المقابل بالتجربة العراقية التي "أثبتت أن تحقيق الاصلاح لا يأتى الا من خلال القوة الفاعلة للشعب نفسه" داعيا الولاياتالمتحدة الأميريكة الى "ترك سياساتها التدخلية و احترام حقوق الشعوب". أما الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي السيد محمد أرول قليج فقد تطرق من جهته الى أهمية اجتماع الجزائر الذي يمثل "حلقة هامة من حلقات التحضير لاجتماع مؤتمر الاتحاد السادس المقررعقده بالعاصمة الأوغندية كمبالا شهر جانفي المقبل"، و اعتبر هذا اللقاء مناسبة لوضع تقييم لمسيرة الاتحاد و العمل على الارتقاء بأجهزته و وضع الخطط الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة من قبل الاتحاد التي تصب في خانة "صون مصالح الأمة الاسلامية و تقوية صلات التعاون البيني و الاقليمي بين دولها"، و يجدر التذكير بأن اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تجتمع في دورة عادية مرة على الأقل كل سنة بحضور ستة أعضاء على الأقل من أعضائها، وستستمر أشغال هذا الاجتماع الذي يدوم يومين في جلسات مغلقة على أن تتوج أمسية يوم الغد باعلان الجزائر.