لم ينته حتى هذه اللحظة طلبة العلوم الطبية من امتحاناتهم، التي كان من المقرر أن يجروها في الأشهر التي تسبق نهاية ماي الفارط ، وهذا بسبب الإضرابات التي شنها الأساتذة الإستشفائيون الجامعيون في العلوم الطبية، على مدار أشهر من السنة الجامعية المنتهية، وقد كلفتهم جهدا خارقا للعادة تحت وطأ حرارة الصيف، وهم حتى الآن يكابدون لوحدهم، في الحفظ والمراجعة، دون أن يشاركهم في تحمل عبء هذا الوضع الشاذ، وغير البيداغوجي الأساتذة المتسببون فيه. عبرت أمس ل "صوت الأحرار " مجموعة من طلبة العلوم الطبية عن استيائها البالغ من الوضع الشاذ وغير البيداغوجي، الذي وضعهم فيه الأساتذة والأساتذة المساعدون و" الدوسانت " في العلوم الطبية، بسبب الإضراب الذي شنه هؤلاء ، وتواصل دون انقطاع لمدة ليست بالقصيرة، حيث أن هذا الإضراب ، الذي قال عنه هؤلاء الأساتذة أنه ليس إضرابا، بل هو امتناع عن إجراء الامتحانات فقط للطلبة، أو مقاطعة لهذه الامتحانات، ومثلما هو معلوم فقد تواصل بأشكال، ومدد زمنية غير متقطعة، لاسيما أثناء الأيام المجدولة للامتحانات، وهو الأمر الذي حرم كافة طلبة العلوم الطبية من إجراء امتحانات الثلاثي الثاني، والثلاثي الثالث من السنة المنتهية، وهذا معناه أن ثلثي امتحانات الطلبة لم يجرها الأساتذة، وعددها الإجمالي حوالي أو يقرب من 25 امتحان في جميع المواد. وما استغربه الطلبة أن الأساتذة حين كافأتهم السلطات العمومية المعنية بزيادة معتبرة في أجورهم الشهرية الشهر المنصرم، قرروا جدولة الامتحانات، لكنهم جدولوا امتحانات الثلاثي الثالث قبل امتحانات الثلاثي الثاني، وهو ما لم يستسغه الطلبة، لأنهم مثلما قال بعضهم ل "صوت الأحرار" كانوا حضروا أنفسهم لامتحانات الثلاثي الثاني ، والأساتذة هم الذين امتنعوا عن إجرائها لهم في وقتها، وكانوا يتوقعون أن تجرى لهم امتحانات الثلاثي الثاني، وبعدها امتحانات الثلاثي الثالث، وهذا ما لم يحدث، وكلف هذا التصرف الطلبة جهدا إضافيا آخر، وهم الآن يكابدون في المراجعة والحفظ في حرارة صيف هذه الأيام، التي تقارب درجة حرارتها الأربعين في بعض أيامها. وما هو مسجل أيضا أن الأساتذة لم يستثنوا للطلبة أية دروس، بل أجبروهم على الاستعداد في أسئلة الامتحانات لكل الدروس التي تلقوها، بما فيها الدروس الأخيرة، التي تلقوها بشكل مكثف، ومختصر، وفي عجالة غير مقبولة علميا وبيداغوجيا. ومن بين ما اشتكى منه الطلبة، ولاسيما منهم طلبة السنة الثانية والثالثة في العلوم الطبية، أنهم عوض أن يتلقوا أربعة دروس دفعة واحدة ، لقنهم الأساتذة خمسة دروس ضمن نفس الوقت المحدد لأربعة دروس، وأغلبها لم تمنح لهم بتركيز وإفهام مطلوب، زد على هذا مثلما يضيف أحد الطلبة أن أغلبية هؤلاء الأساتذة، نظرا للقصور والعجز في تمكينهم للطلبة من الفهم الجيد ، يأمرونهم ، أو يحيلونهم على مواقع متعددة في الأنثرنيث، وفيها مضامين علمية واسعة، يصعب اختصارها، وحوصلتها، مع العلم أن الوقت المتبقي للمراجعة والحفظ محدد جدا وغير كاف ، ولا يسمح للطلبة من تهيئة أنفسهم تهيئة كاملة. ونتيجة كل هذه الاعتبارات والضغوط ، كان الطلبة اقترحوا على الأساتذة إعفاءهم من الامتحان في بعض الدروس التي تأخر تلقينهم إياها، ولقنت لهم في عجالة كبيرة، ولأن الأساتذة رفضوا ذلك، فالطلبة يكابدون، وسيظلون كذلك وفق ما أكدوه لنا حتى نهاية الشهر الجاري. أساتذة العلوم الطبية بعضهم حسب تأكيدات الطلبة تجرد من نبل مواصفات وشروط الأستاذية، وأصبح بالنسبة إليه العلم مجرد سلعة يمنحها للطالب الجامعي، مقابل ما يمنح له من مال من ميزانية الدولة، فإن قل المال قل الإهتمام، وقلت معه العناية والرعاية العلمية، ويبدو أن هذا ما حصل مع الأساتذة والأساتذة المساعدين و " الدوسانت " في العلوم الطبية، حيث أنهم لم يعودوا إلى قاعات الامتحانات إلا حينما قبضوا الأجر التكميلي الجديد الذي منحته لهم المديرية العامة للوظيف العمومي، وفق الترخيص الحكومي، وقيمة الزيادة فيه لا تقل عن عشرة آلاف دينار.