يشتكي الكثير من الأولياء في ولاية تيزي وزو من عدم تناول أبنائهم لوجبة غذاء متوازنة بمدارسهم، واكتفائهم بما يأخذونه معهم من أطعمة باردة، مثل الحلويات والعصائر، التي لا تعوض بالشكل المناسب الفطور المنزلي، وتعرضهم إلى الإصابة بأمراض مختلفة، كالسمنة والسكري وسوء التغذية، نتيجة نقص الفيتامينات الضرورية لنمو أجسادهم• وما زاد الطينة بلة عدم تناول هؤلاء في المطاعم المدرسية لوجبات غذائية ساخنة تدفئ أجسادهم الصغيرة، بسبب لجوء هذه المطاعم المدرسية إلى تقديم وجبات باردة• وكان أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية حث في الكثير من المواقف والمناسبات على ضرورة اعتناء مدراء المؤسسات التربوية بهذا الجانب، معتبرا إياه من العوامل الأساسية لارتفاع نسبة التسرب المدرسي التي تفوق 500 ألف متسرب سنويا• من جهة أخرى فقد أكدت الدكتورة سعيدي، أخصائية في طب الأطفال بعيادة خاصة، أن عدم تناول الطفل لغذاء كامل يشكل خطورة كبيرة على صحته ويهدد حياته، مشيرة إلى أن تناول وجبتي الفطور والغذاء له تأثيرات مفيدة وإيجابية على مزاج الإنسان وأدائه المعرفي في فترة ما بعد الظهيرة، ووجدوا أن تناول الغذاء يمنع العديد من الآثار الضارة، ومنها الصداع والإجهاد والتوتر• كما أن الأطفال الذين لا يتناولون غذاءهم يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة، ويصابون بالعياء، وعدم الانتباه في الفترات المسائية• وقد تم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم، والذي لا يتم سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور، مما يسمح بالإصابة بالعياء والإجهاد والتعب والضيق وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي سلبا• وفي ذات السياق كشفت دراسة أعدتها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" أن 50 بالمائة من الأطفال الذين يقصدون محلات الأكل السريع، يعانون من تذبذب غذائي، يؤثر سلبا على صحة أجسامهم، نظرا لما تحتويه الوجبات التي يتناولونها من مركبات غذائية فقيرة من الفيتامينات ومضرة بالمعدة• كما حذر الأطباء من إفراط الأطفال في تناول الأغذية التي تحتوي على كميات من الزيوت التي عادة ما تنتهي صلاحيتها، وتتسبب في تسممات غذائية خطيرة• كما أن معظم هؤلاء التلاميذ يدمنون على تناول المشروبات الغازية بكافة أشكالها، مما يسبب لهم إصابات خطيرة على مستوى الأمعاء والجهاز الهضمي• كما يدعو الأولياء السلطات المعنية وعلى رأسهم وزارتي التربية، والصحة إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالصحة المدرسية بتحضير أطعمة متكاملة ومناسبة لنمو الطفل•