الصحة والطعام نعمتان من نعم الله العظيمة يجب علينا أن نحافظ عليهما وذلك باختيار وتناول الأطعمة الصحية كل يوم، علما أن الكثيرين يختارون الطعام على أساس طعمه وشكله ورائحته ولونه الجذاب دون الاهتمام بالقيمة الغذائية لما يتناولونه، لذا يتعرض الكثيرون لمشاكل صحية جمة خصوصا مع قدوم فصل الصيف، حيث تكثر التسممات الغذائية. لتفادي المشاكل الصحية والحفاظ على غذاء كامل ومتوازن، استشرنا اختصاصي تغذية السيد كريم مسوس الذي أفادنا بالمعلومات التالية: ما سبب اهتمام الجزائريات المتزايد بمجال الرشاقة في السنوات الاخيرة؟ - يمكن القول أن صورة المرأة ذات القوام الرشيق والنحيفة أصبحت راسخة في ذهنية كل النساء، عموما إنها المرأة الجذابة والجميلة والمحبوبة لدى الجميع وهذا طبعا بسبب تأثير المشاهد التلفزيونية والنجمات والعارضات والمشاهير عكس ما كان سائدا سابقا حيث كانت المرأة السمينة هي الاكثر جمالا وجاذبية، لكن الخطأ الكبير الذي تقع فيه العديد من النساء سواء المراهقات أو الشابات هو السبب أو الغرض وراء أن تكون رشيقة، فالعديد منهن يبحثن عن النحافة لكي يبدين أكثر جمالا وليس خوفا من الامراض التي تأتي بسبب السمنة والبدانة، وهنا الخطأ فهدفها جمال الشكل وليس الغرض صحيا. هل تؤثر البدانة على الصحة باعتباركم اختصاصيا في التغذية، وما هي الامراض التي تسببها؟ - بالطبع، فالبدانة تعتبر مرضا يؤثر كثيرا على صحة الإنسان كما وهي بوابة لاستفحال عدة أمراض كمرض السكري، الكولسترول، الدهون الثلاثية ، مرض القلب وأمراض خطيرة أخرى وكلها تظهر بعد السمنة. ما هي الاغذية التي تنصحون بها المواطنين للحفاظ على الرشاقة؟ - أولا يجب أن يكون الغذاء صحيا ومتوازنا، لكن هذا لا يعني أن نمنع أنفسنا من تناول الدهون وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الذين يبحثون عن النحافة، فأول شيء يقومون به هو عدم تناول الدهون بتاتا وهذا السلوك خطأ لان جسمنا يحتاج إلى كمية من الدهون لكن بصفة مدروسة ومتوازنة. والخطأ الثاني الذي يقع فيه الكثيرون هو تناول غذائهم يوميا في الشارع في محلات الاكل السريع والمطاعم ، فالعديد من المواطنين يعتبرون هذا الاكل خفيفا، العكس تماما فأنا أعتبر هذا الاكل ثقيلا لما يحتويه من سعرات حرارية كبيرة. أنا أنصح كل من يبحث عن الرشاقة أن يتناول غذاء متوازنا غنيا بالالياف في الغداء وعشاء ويجب أن تشمل جميع الوجبات وبالذات الحمية أو الريجيم على جميع الاغذية فلا وجود لاغذية جيدة وأغذية سيئة. إلا أن بعض الانواع يجب أن تؤكل بكميات أكبر في حين يجب أن يؤكل البعض منها بشكل أقل. كما وأؤكد على تناول الخبز الكامل وجميع الفواكه والخضروات خاصة النيئة منها لانها تعطينا فيتامينات قيمة وتعمل وتساعد على تقليص امتصاص الحريرات. ما رأيكم في الريجيمات العشوائية التي تؤذي أكثر مما تفيد؟ - الريجيمات العشوائية خطأ يقع فيه الكثيرون خاصة الذين يعتمدون على مصادر غير طبية أو الانترنت فمن يتناول غذاء روتينيا ويركيز على مادة غذائية واحدة طيلة حياته يؤدي به إلى نقص في والدسم والفيتامينات K D E A فالظاهرة الغذائية غير المتوازنة تؤدي إلى ظاهرة ''اليويو''، وهي عبارة عن وصول الشخص إلى نحافة والوزن الذي يريده لفترة معينة، ثم يغفل لمدة عن مراقبة أكله ونظامه الغذائي فيرجع إلى وزنه الذي كان عليه سابقا أو أكثر في ظرف قياسي. فبرامج الحمية التي يجب أن يتبعها الشخص الباحث عن الرشاقة والنحافة يجب أن تحتوي على وجبات خفيفة مثل: السلطات، منتجات الحليب الباردة قليلة الدسم، الغنية بالكالسيوم، فالهدف هو تناول الانسان غذاء متوازنا ودائما. ما رأيكم في الاعشاب المنحفة التي صنعت حديث العام والخاص خلال السنوات الاخيرة، محليا أو عربيا؟ - الاعشاب إذا كانت طبية وتحت إشراف طبيب خاص وليس مشعوذا، ولكن يجب أن تكون مساعدة للحمية والريجيم وتتناول مع الاغذية وليس وحدها، لانها لن تكون فعالة. يجب أن نتفادى كل الخلطات التي تسمى الخلطات المعجزة خاصة وإن لم تكن من طرف طبيب أو أخصائي تغذية ، فالريجيم يجب أن يكون بمتابعة طبيب وليس بالاعتماد على الخلطات والاعشاب. ما تعليقكم حول الاسعار التي تباع بها منتجات ''زين الاثاث'' و''الامان كير'' رغم أن أصحابها يؤكدون بأنها طبيعية؟ - أنا في الحقيقة لم أسمع بهذه المنتجات لكن أنصح كل من يبحث عن النحافة أن يتابع طبيبا أو اختصاصي تغذية ويتناول غذاء صحيا متوازنا بالاضافة إلى ممارسة الرياضة كالمشي مثلا لمن لا يملكون الامكانيات، خير من أن ينفق الشخص أموالا باهظة في منتوجات لا يمكن التحقق من فعاليتها. ما هو سر خلطة النحافة التي تعدون بها الجمهور؟ ،هل ستسوقونها ومتى؟ - في الحقيقة ليست حمية بل نظاما غذائيا خاصا بالمصابين بامراض القصور الكلوي والسلياك، حساسية غلوتان، وهو نظام غذائي خاص مدروس بصفة دقيقة ويساعد كل المصابين بأمراض الجهاز الهضمي مع تركيزنا كذلك على الرعاية الطبية الخاصة. هل أصحاب الامراض المزمنة بحاجة إلى حمية خاصة ومدروسة وتحت رعاية طبيب أو اختصاصي تغذية؟ - بالتأكيد فالمرضى المصابون بأمراض مزمنة يجب عليهم اتباع حمية خاصة ومدروسة باستشارة طبيب أو اختصاصي تغذية، ذلك لان الغذاء يمكن أن يكون بالنسبة لهم سلاحا ذا حدين، فالإكثار منه والانقاص منه خطر في كلتا الحالتين فمرضى السكري مثلا وجب عليهم اتباع نظام غذائي خاص والتقيد به وتحت إشراف طبيب مختص، فالتلاعب بكميات الغذاء يمكن أن يؤثر سلبا على صحتهم خصوصا مع وجود مغريات الطعام وتعدد أشكاله وأنواعه، فالإنسان بطبيعته يشتهي كل ما تقع عليه عينه لكن هذا لا يمنع من أن يحرم نفسه ما يشتهي لكن بكميات مدروسة تحت إشراف ومتابعة طبية. هل للغذاء دور في صفاء البشرة ونقائها؟ وفي الحفاظ على الشعر من حيث الكثافة والصحة؟ - قبل أن أتكلم عن الاغذية المفيدة للبشرة والشعر، أريد أن أؤكد على ضرورة العودة إلى إعداد وتناول الطعام وذلك بالاعتماد على الخضروات الطازجة والفاكهة التي تحتوي على أكبر كمية من مواد الوقاية ضد الامراض مثل الفيتامينات والاملاح المعدنية. أما عن الفيتامينات المفيدة للبشرة والشعر فهي فيتامين A B5 E ونجدها في الملوخية، حيث تعتبر من أغنى الخضروات بمركبات الكالسيوم والحديد والماغنسيوم وكذلك تحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين A * الفاصولياء الخضراء وهي من الخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن كالحديد والبروتينات، حتى يمكن أن ننصح باستخدامها كبديل للحوم وكذلك للمصابين بالسمنة. * القرع أو الكوسا وهي تحتوي على كمية كبيرة من الحديد والفوسفور والكالسيوم كما أن بها نسبة من المواد النشوية فهي غذاء غني بالفيتامينات ولها خواص طبيبة معروفة فهي تستعمل غذء للمصابين بقصور عمل القلب والكلى، وترطب المعدة وتسكن العطش ،وينصح بكثرة باستخدامها عند القيام بريجيم ويفضل أن تكون مسلوقة. الاجاص وهو يحتوي على كمية من المواد البروتينية ويحتوي أيضا على فيتامين أ و ب وهو غذاء ينشط الامعاء ويفيد في حالة فقر الدم. * كذلك نجد الفيتامين أو في الزبدة كاملة الدسم والفيتامين في زيت الزيتون والمكسرات والفيتامين B5 في الخضر واللحوم أي بصفة عامة يجب تناول كل الخضروات والفواكه ذات اللون البرتقالي فهي مفيدة جدا للبشرة والشعر. هل من نصيحة أخيرة؟ - كنصيحة أخيرة من أجل المحافظة على صحتنا ولياقتنا البدنية يجب علينا أن نختار طعاما ينطبق على النظريات العلمية الحديثة وهذا يتطلب منا توزيع البروتينات وهيدرات الكربون والمواد الدهنية والمعادن والفيتامينات والسوائل بمقاييس ممتازة توصلنا إلى هناء العيش ونشاط العقل وزيادة الجمال وإطالة الحياة. فالطعام الجيد وممارسة الرياضة له الاثر الكبير في إطالة عهد الشباب سواء من جهة المظهر أو من جهة أعضاء الجسم كله.