سجلت مصالح الصحة لولاية وهران 1080 حالة إصابة جديدة بداء السل على مستوى تسع قطاعات صحية، يعاني أصحابها من صعوبات في التنفس وآلام حادة لم يعد معها المريض يقوى على حمل ثقل جسمه، ما جعل الكثيرين يستعينون بالمقاعد المتحركة للتنقل، حيث يتم نقلهم بين أروقة المصلحة للفحص والمراقبة الطبية، وذلك ما وقفنا عنده لما دخلنا المصلحة وزرنا مكتب الدكتور وردي، مختص في الأمراض الصدرية، الذي وجدنا مكتبه "مختنق" بعدد ملفات المرضى التي يتابعها منذ سنوات• من جهته، أكد البروفيسور برابح، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى وهران، أن العدوى تعد السبب في انتقال المرض وارتفاع عدد المصابين، خاصة وسط العائلة الواحدة، الأمر الذي بات ينذر بالخطر ويدعو إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من انتقال العدوى الناجمة عن الإصابة بداء السل الرئوي سريع الإنتشار، في حين يبقى المرضى الذين يعانون من داء السل غير الرئوي لا يشكلون إلا نسبة قليلة مقارنة بعدد المصابين بداء السل الرئوي والذي صنعته عوامل عديدة ناجمة عن الفقر وتدني مستوى المعيشة والرطوبة وكذا سوء التغذية وأزمة السكن وغيرها من الأسباب التي زادت من ارتفاع عدد المصابين بالداء، الذي أصبح يشكل خطورة حتى بالنسبة للفريق العامل بالمصلحة، يضيف الدكتور برابح• قالت إحدى المختصات بمصلحة الإستعجالات للأمراض الصدرية والتي وقفنا عليها، إن المصلحة بدورها تعيش تدهورا كبيرا في غياب المعدات الطبية وكذا تجهيز غرف المرضى ومكاتب الفريق الطبي بإمكانيات العمل، حيث يجلس الأطباء والمرضى على كراس مكسرة ومكاتب متلفة وأبواب المصلحة مخربة، وكأن أصحابها هاجروها، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة في مصلحة الإستعجالات وغياب معدات العمل الخاصة ب "البوكال" المخصص لنزع الماء من صدر المريض، إلى جانب اكتظاظ المصلحة، حيث تستقبل يوميا مابين 90 إلى 140 حالة مرضية، خاصة يومي السبت والأحد من كل أسبوع، في الوقت الذي يفترش بعض المرضى الأرض رغم خطورة حالتهم الصحية، وذلك ما وقفنا عنده خلال زيارتنا لمصلحة الإستعجالات للأمراض الصدرية التي تشهد عملية ترميم وصيانة للجناح المخصص للرجال، حيث تزاول ورشات العمل مهمتها ونشاطها فوق رؤوس المرضى والتي يصحبها دوي الأشغال وضجيج معدات العمل، في الوقت الذي تم إخراج فيه عدد من المرضى، كما علمنا لتلقي ومواصلة العلاج في منازلهم إلى غاية انتهاء أشغال ترميم المصلحة، وهو الأمر الذي أثار غضب عائلات المرضى، خاصة أن العديد منهم يتم إسعافهم ويسمح لهم بمغادرة المستشفى وهو ما بات يشكل خطرا كبيرا على صحة الآخرين، خاصة محيطه العائلي• وذكر الدكتور وردي أن أغلب الحالات المتوافدة على المصلحة تكون في حالة متأخرة من المرض ما يجعلها مزمنة وخطيرة، ما يزيد من صعوبة التكفل بهم، بعد انتشار المرض في أجزاء حساسة من الجسم، حيث يتم تسجيل يوميا 3 حالات مرضية جديدة، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر من أجل إعداد آليات للوقاية من الداء، والتي أصبحت ضرورة ملحة للتكفل بالمريض، يضيف الدكتور وردي، خاصة أن الداء يعد من بين الأمراض المزمنة، استعصى إيجاد علاج لها• 9 وحدات للكشف نشاطها مشلول ومصلحة الإستعجالات بالمستشفى تعيش الضغط أشارت في ذات السياق الدكتورة المسؤولة عن قسم الإستعجالات الطبية أنه بالرغم من وجود 9 وحدات للكشف الصحي والطبي، إلا أن نشاطها يبقى مشلولا، حيث ينتظر التكفل بهذا الملف الخاص بالمرضى• وتضيف أنه بالرغم من وجود وحدات الكشف الصحي على مستوى 9 دوائر من الولاية، إلا أنها لا تؤدي نشاطها كما ينبغي والتي تحول يوميا عشرات من المرضى على مصلحة الإستعجالات التي مازالت تعاني من التدهور والإهتراء - تضيف المتحدثة - والتي لم يسلم منها حتى مصلحة الأمراض الصدرية، التي انتشرت فيها الحيوانات الضالة مثل القطط والتي وجدت مأوى لها في مكاتب الأطباء• دخلنا مصلحة الأمراض الصدرية ووجدنا بها أعدادا كبيرة تنتظر دورها لإجراء الفحوصات الطبية لمتابعة مراحل تطور المرض، الذي عرف انتشارا واسعا بدائرة عين الترك والقطاع الصحي لبوعمامة والسانيا، والتي تعرف تسجيل أرقام مرعبة للحالات المرضية خاصة المصابين بداء السل الرئوي، ناهيك عن إحصاء مابين 80 إلى 100 حالة أخرى تعاني أمراض صدرية مختلفة خاصة منها الربو، الناجم عن الحساسية وكذا الرطوبة الشديدة لسوء اختيار مكان الإقامة• فيما يبقى المرضى ينتظرون التكفل الطبي بهم في ظل نقص المعدات والأدوية التي أصبحت تفتقر لها الصيدليات، ما جعل المرضى بين المطرقة والسندان، في انتظار إيجاد آليات عاجلة للتكفل بالمرض وللوقاية منه•