بعدما أصبحت الأرقام في تصاعد كبير بها أمام التدني الخطير لمستوى المعيشة للعائلات، حيث تم إحصاء 290 إصابة جديدة بالداء بالقطاع الصحي "الصديقية"، الذي يضم أحياء عديدة فقيرة ومحتاجة، منها 183 إصابة بداء السل الرئوي الخطير والمعدي و107 إصابة بداء السل غير الرئوي و246 إصابة جديدة أخرى بقطاع السانيا الذي يضم الكثير من البيوت والمساكن الفوضوية والقصديرية التي تعد مرتعا لنمو الجرثوم (ب.ك) المعدي والذي أصبح يفتك بالعديد من المرضى أمام استعصاء حالتهم الصحية في العلاج، وكذا وصولهم وتقربهم من مصالح المستشفى في حالة متأخرة، مما بات يصعد عدد الوفيات، حيث تم إحصاء سنويا ما بين 120 و150 حالة وفاة بعد صعوبة علاجها وانتشار المرض في كامل الجسم بعد تخريبه للرئتين بما ينجر عنه عجز في التنفس. 25 ألف إصابة جديدة بالوطن سنويا من جهته، كشف البروفيسور زيان، مسؤول مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي لوهران، عن تسجيل أزيد من 1500 إصابة جديدة بالداء سنة 2008، حيث يتم سنويا تفشي المرض بين 400 إلى 500 عائلة نتيجة انتقال العدوى إليها، وذلك بعد إصابة أحد أفرادها بالمرض والذي ينقل الجرثوم إلى جميع أفراد أسرته، أمام نقص التكفل الطبي بالعديد من المرضى، خاصة بالأحياء الفقيرة، حيث يتم تسجيل إصابة 95 شخص بالداء من 100 ألف نسمة، مضيفا أن هناك حالات عديدة تتوافد على المصلحة قادمة من ولايتي مستغانم وتموشنت اللتين بدأتا تعرف انتشارا كبيرا للمرض بهما. وتحتل ولاية وهران المرتبة الثانية بعد ولاية أدرار، كما يسجل أيضا بمستغانم سنويا 30 حالة مستعصية. فيما كشفت الأرقام تسجيل 25 ألف حالة سنويا بالجزائر، منها 10 آلاف حالة معدية وخطيرة ونسبة 52 حالة إلى كل ألف ساكن، و15 ألف حالة غير معدية وبنسبة 15 حالة يتم إحصائها بين شهر جانفي وفيفري الفارط من السنة الجارية بالمستشفى. في ذات السياق، أوضحت مسؤولة بالقطاع الصحي للسانيا أنه تم تسجيل 246 حالة جديدة في 2008 وتتوافد يوميا أكثر من20 حالة مصابة بالمرض في اليوم، قادمة من الأحياء الشعبية الفقيرة، مثل حي شطيبو وبلدية الكرمة وغيرها، مضيفة أن هناك أعدادا ضخمة جديدة تستقبلها المصلحة بعد ظهور أعراض التي يسببها جرثوم باسنيل بكوك على المريض ومليون ونصف شخص يموتون في العالم بالمرض، حيث يتواجد 175 مركز عبر جميع ولايات الوطن لمكافحة المرض، إلا أن النقص الكبير في المراكز زاد من تنامي عدد المصابين، بعدما بات يسجل 1000 حالة وفاة سنويا على مستوى الوطن. وكشفت مديرية الصحة بولاية وهران عن تسجيل 1510 إصابة جديدة بالداء، منها 977 إصابة بداء السل الرئوي و533 إصابة بداء السل غير الرئوي، و43 إصابة بقطاع وادي تليلات، الذي يفتقر إلى وحدة لمكافحة المرض، إلى جانب دائرة بوتليليس التي تم تسجيل بها 77 إصابة جديدة، 65% نسبة داء السل الرئوي و35% بالسل الغير رئوي، حيث بلغت أكبر نسبة ب33% لدى الأشخاص البالغين ما بين 25 إلى 34 سنة وب25% ما بين 15 و24 سنة وب16% ما بين 35 و44 سنة وب9% ما بين 45 و 54 سنة وب2% ما بين 00 و4 سنوات وب5% بالنسبة للبالغين أزيد من 65 سنة. فيما كشفت إحصائيات وطنية من وزارة الصحة إصابة 1.360.027 شخص بداء السل في سنة 2005 وتم تسجيل سنة 2006 نحو 1.365.129 إصابة بالداء، و1.386.696 في 2007 و1.443.052 إصابة في 2008، ما يعد مؤشرا خطيرا للتضاعف الخطير في عدد الإصابات. وأكدت مسؤولة بمديرية الصحة بوهران، أنه خلال شهر أفريل المقبل سيتم فتح وحدات جديدة للتشخيص والكشف عن الإصابة بالداء عبر بلديتي وادي تليلات وبوتليليس، حيث تتواجد حا ليا 8 وحدات فقط بكل من فديل وميرفال وعين الترك والسانية والحاسي، وحي الشهداء والأمير خالد، إلا أن هناك العديد من التجمعات السكنية تبقى محرومة من التكفل الصحي بعد تسجيل حالات كبيرة بها مصابة وتعاني من المرض، خاصة بحي بوعمامة وشطيبو وغيرهما. وفي الوقت الذي يبقى المرض ينتشر تبقى وسائل الوقاية منه والتكفل الصحي بالمصابين غائبة.