وجاءت الدعوة إلى هذه الانتخابات بعد أن أجبر رئيس الحكومة إيهود أولمرت على تقديم استقالته بسبب كثرة ملفات الفساد التي اتهم بها وشرعت شرطة الاحتلال بالتحقيق فيها• وأظهرت آخر استطلاعات لرأي الناخب الإسرائيلي أن معسكر اليمين المتطرف في إسرائيل والمكون من أحزاب الليكود و"إسرائيل بيتنا" والاتحاد القومي وشاس ويهدوت هتوراة يمتلك ما بين 63 مقعدا إلى 67 مقعدا، في حين لا يملك معسكرا "الوسط واليسار"، اللذان يضمان كديما والعمل وميرتس والأحزاب العربية إلا ما بين 53 إلى 57 مقعدا• وبحساب بسيط، فإن لدى معسكر اليمين وحده غالبية مطلقة لتشكيل الحكومة المقبلة، ما يعني أن انضمام أي من كديما والعمل إليها يعني من الوجهة العملية إضافة قائمة خامسة لطاولة واحدة• ويرى محللون إسرائيليون أن الدولة العبرية مقبلة على تغييرات تاريخية لحلبتها السياسية• فهذه هي المرة الأولى التي يرجح أن يتمكن فيها معسكر اليمين من تحقيق الفوز الكلي والتام على معسكري الوسط واليسار مجتمعين• كما أن هذه هي المرة الأولى التي يغدو فيها حزب العمل المؤسس للدولة اليهودية حزبا في المقام الرابع وربما الخامس• وأيضا هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها حزب فاشي الإيديولوجيا صريح العبارة وهو "إسرائيل بيتنا" من التحول إلى حزب مركزي في الحياة العامة الإسرائيلية ومن دون طلاء أو تجميل• يتنافس على رئاسة الحكومة في هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين رئيسيين هم بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود وتسيبي ليفني، رئيسة حزب كاديما وأخيرا إيهود باراك، زعيم حزب العمل• فزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو وهو الأكثر شعبية بين المرشحين الثلاثة، كان رئيسا للحكومة وفشل في منصبه فشلا ذريعا في انتخابات عام 2006 لدرجة أبعد منه مجللا بالعار في أول انتخابات لاحقة• ورئيسة كديما تسيبي ليفني منحت فرصة قبل عدة شهور وفي ظروف سياسية أفضل وكلفها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بتشكيل حكومة فعجزت عن ذلك وفشلت، ما قاد إلى تقديم موعد الانتخابات قانونا• أما زعيم حزب العمل، إيهود باراك، فوصل إلى سدة الحكم بآمال عراض على أرضية عجز نتنياهو، لكنه فشل فشلا ذريعا ودمر ما كان يعرف بمعسكر السلام الإسرائيلي• بالاضافة الى النجم الصاعد في الانتخابات هو "عدو الشرطة رقم واحد"، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، المتهم بالكثير من قضايا الفساد• وقد عززت الحرب على غزة واستمرار إطلاق صواريخ المقاومة على جنوب إسرائيل، صعود نفوذ حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان، وتوقعت آخر استطلاعات الرأي فوزه ب 18 أو 19 مقعدا• ويبدو ليبرمان قوة حاسمة في تشكيل الحكومة المقبلة في واقع جديد لا يقتصر فيه توزيع المقاعد على حزبين كبيرين• وأثارت هذه النتائج تخوفاً داخل الليكود من حصول ليبرمان على أصوات من اليمين كانت داعمة لنتنياهو الذي أطلق تصريحات لتخويف ناخبي اليمين من أن التصويت لحزبي كديما و"إسرائيل بيتنا" قد يؤدي إلى عدم تشكيل الليكود للحكومة•